أخطر عدو الجاهل تدافع عنه وهو لا يفهمك بل يصبح أداة بيد السياسيين والأحزاب الانتهازيين، الوقوف في وجهنا كخنجر مسموم لطعن ظهرنا من الخلف.
الجاهل، بسبب جهله وضعف إدراكه، لا يعرف من عدوه ومن صديقه الحقيقي.
عندما تحاول أن تفضحه له أو تحذره منه، بدلاً من أن يشكرك أو يفهم نيتك الطيبة، يقوم بالدفاع عن عدوه. بل ويتحول، من حيث لا يشعر، إلى أداة يستخدمها السياسيون والأحزاب الانتهازيون لمهاجمة وإيذاء الشرفاء والمصلحين.
الجاهل لا يرى الخطر الحقيقي الذي يتهدده. فعدوه الحقيقي ليس من يحاول إنقاذه أو تنبيهه، بل من يستغله ويضلله. ومع ذلك، بسبب جهله، يجهل حقيقة عدوه ويخطئ في تحديده.
عندما تحاول أن تكشف للجاهل حقيقته أو حقيقية من يستغله، يسيء فهمك. بدلاً من أن يفهم أنك تريد له الخير، يراك تهجم على من يثق بهم من السياسيين أو المتنفذين. فيندفع غريزيًا للدفاع عن أعدائه الحقيقيين.
السياسيون الانتهازيون يعرفون أن الجاهل يمكن استغلاله بسهولة. فيدفعونه لمهاجمة الشرفاء، وتخريب محاولات الإصلاح، بل وجعله جدار صد أمام أي تغيير إيجابي.
وهكذا، بدل أن يكون الجاهل جزءًا من الحل، يصبح جزءًا من المشكلة دون أن يشعر.
الجاهل الذي دُفِع إلى الوقوف ضد المصلحين لا يهاجمهم وجهًا لوجه بحجة أو منطق، بل يطعنهم غدرًا.
وجوده خلف صفوف الإصلاحيين يجعله أكثر خطورة من العدو الظاهر، لأنه يطعن من الداخل، وكأنك تتلقى خيانة داخلية قاتلة.
الجهل لا يصنع فقط التخلف، بل يصنع خيانات غير واعية.
الجاهل قد يتحول إلى أشرس عدو للمصلحين دون أن يفهم حقيقة موقفه، مستغَلًا من قِبل السياسيين الانتهازيين الذين لا هدف لهم سوى حماية مصالحهم بأي ثمن، حتى ولو كان عبر طعن المخلصين من الخلف