معركة جناق قلعة، أو حملة غاليبولي، كانت واحدة من أهم المعارك في الحرب العالمية الأولى، حيث تمكن العثمانيون (الأتراك) من التصدي لقوات الحلفاء ومنعهم من احتلال إسطنبول.
استمرت المعركة من 19 فبراير 1915 حتى 9 يناير 1916، وكانت انتصارًا حاسمًا للدولة العثمانية، وأحد أكبر إخفاقات الحلفاء.
أسباب المعركة:
1. رغبة الحلفاء (بريطانيا وفرنسا) في السيطرة على مضيق الدردنيل، مما سيمكنهم من:
فتح طريق مباشر إلى روسيا القيصرية لمساعدتها ضد الألمان.
إسقاط إسطنبول وإضعاف الدولة العثمانية.
2. تقليل الضغط على الجبهة الغربية للحلفاء ضد ألمانيا.
3. محاولة إخراج الدولة العثمانية من الحرب وحرمانها من دورها الاستراتيجي.
مراحل المعركة:
1. الهجوم البحري (19 فبراير – 18 مارس 1915)
حاولت بريطانيا وفرنسا اقتحام المضيق عبر البوارج الحربية.
لكن المدافع العثمانية دمرت عددًا من السفن الحربية، وأغرقت السفينة البريطانية HMS Irresistible والفرنسية Bouvet.
فشل الحلفاء في العبور وأدركوا أن السيطرة تحتاج إلى هجوم بري.
2. الإنزال البري (25 أبريل 1915 – 9 يناير 1916)
أنزل الحلفاء قواتهم في شبه جزيرة غاليبولي، وتوقعوا هزيمة العثمانيين بسهولة.
لكن الجيش العثماني بقيادة مصطفى كمال أتاتورك وعزت باشا شن هجمات مضادة شرسة.
العثمانيون استخدموا التضاريس الجبلية لصالحهم، مما جعل التقدم الحلفي بطيئًا.
3. الانسحاب البريطاني (ديسمبر 1915 – يناير 1916)
بعد 9 أشهر من القتال العنيف، فشل الحلفاء في تحقيق أهدافهم.
قررت بريطانيا وفرنسا الانسحاب، وتم تنفيذ انسحاب منظم بين ديسمبر 1915 ويناير 1916.
كانت هذه الهزيمة الكبرى للحلفاء في الحرب العالمية الأولى.
أسباب الانتصار العثماني:
القيادة القوية:
كان مصطفى كمال أتاتورك أحد أبرز القادة الذين أداروا الدفاع ببراعة.
التضاريس الوعرة:
استفاد العثمانيون من الجبال والغابات، مما صعب تقدم الحلفاء.
القوة القتالية والروح المعنوية:
كان الجنود العثمانيون يقاتلون بشراسة دفاعًا عن وطنهم.
سوء تخطيط الحلفاء:
فشلوا في توقع قوة الدفاع العثماني.
نتائج المعركة:
انتصار عثماني حاسم، منع احتلال إسطنبول.
انسحاب الحلفاء واعترافهم بالفشل.
رفع معنويات الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، رغم أنها كانت تعاني من ضعف داخلي.
صعود نجم مصطفى كمال أتاتورك، الذي سيصبح لاحقًا مؤسس الجمهورية التركية.
أهمية المعركة تاريخيًا:
منعت انهيار الدولة العثمانية المبكر.
كانت إحدى أعظم الهزائم البريطانية، ودفعت رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل للاستقالة من منصبه كوزير للبحرية.
أصبحت مصدر فخر قومي لتركيا، وتُحتفل كل عام في 18 مارس.
معركة جناق قلعة لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت ملحمة تاريخية جسّدت صمود الأتراك أمام القوى الكبرى، وأثبتت أن التصميم والقيادة الحكيمة يمكن أن تهزم حتى أقوى الجيوش.