شعور يتجاوز حدود الكلمات، إحساس يختلط بين الفرح العارم والدهشة العميقة، بين الحنين الذي لم يهدأ يومًا والواقع الجديد الذي طالما تمنيت أن أعيشه.  

عندما خطوت أولى خطواتي على تراب سوريا الجديدة، شعرت وكأنني أعود إلى نفسي، إلى جزء مفقود من روحي ظلّ معلقًا هنا كل هذه السنوات. الهواء الذي يملأ رئتي الآن ليس مجرد أوكسجين، بل هوامش من الذكريات، عبق الأرض التي اشتقت إليها، أصوات الشوارع التي افتقدتها، وملامح المدن التي حفظتها عن ظهر قلب رغم كل التغييرات.  

إنه ليس مجرد هواء، بل نسيم الحرية الذي لطالما تخيلته، لكنه في الواقع أعمق وأجمل مما كنت أتصور. هواء يحمل معه أصوات الأمل، همسات الشهداء الذين رحلوا ليبقى الوطن، خطوات المناضلين الذين رفضوا الخضوع، وضحكات الأطفال الذين ولدوا في ظل حلم لم يكن ممكنًا من قبل.  

قد تكون الكلمات عاجزة عن وصف هذا الشعور، لكن القلب يعرفه جيدًا. إنه إحساس الانتماء بعد الغياب، إحساس العودة إلى الجذور بعد تيه طويل، إحساس الحرية بعد سنوات من القيد والاغتراب.

زيارتي  لسوريا الجديدة لقضاء عطلة العيد عند أمي لها طعم خاص ايضا ، ولكن كلنا نعرف  أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية حساسة تحتاج إلى جهود كبيرة لإعادة بناء الوطن وضمان الاستقرار. بعد مرور أربعة أشهر على التغيير، هناك العديد من الأولويات التي يجب العمل عليها لتنظيم الدولة ووضعها على المسار الصحيح، ومنها:  

1. تشكيل حكومة انتقالية فعالة 
- إنشاء حكومة انتقالية تضم جميع مكونات المجتمع السوري من الكفاءات ، تكون مسؤولة عن إدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية.  
- وضع دستور مؤقت يحدد طبيعة الحكم وحقوق المواطنين، ويؤسس لمرحلة ديمقراطية جديدة.  

2. استعادة الأمن والاستقرار  
- إنشاء قوى أمنية وطنية، تعمل على حفظ الأمن دون انتهاك حقوق الإنسان.  
- نزع السلاح من الجماعات المسلحة خارج إطار الدولة، ووضع خطة لدمج المقاتلين السابقين في مؤسسات الدولة أو إعادة تأهيلهم للحياة المدنية.  

3. إعادة بناء المؤسسات والخدمات الأساسية  
- إعادة تشغيل المدارس والجامعات والمستشفيات لضمان توفير الخدمات الأساسية للسكان.  
- إصلاح البنية التحتية المتضررة، مثل الكهرباء والمياه والطرقات، لتسهيل عودة الحياة الطبيعية.  

4. تحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية  
- إنشاء لجان مختصة بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الشعب السوري، وفق قضاء عادل وشفاف.  
- العمل على المصالحة الوطنية لمنع نشوب نزاعات داخلية جديدة، مع التركيز على تعويض الضحايا وإعادة الحقوق لأصحابها.  

5. عودة اللاجئين والنازحين  
- وضع خطط لإعادة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم، مع ضمان تأمين سبل العيش لهم.  
- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من الحرب.  

6. تنشيط الاقتصاد وإعادة الإعمار  
- جذب الاستثمارات الدولية للمساهمة في إعادة الإعمار، خاصة في القطاعات الحيوية.  
- دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وخلق فرص عمل جديدة للشباب.  

7. تعزيز الهوية الوطنية والتعددية 
- العمل على توحيد المجتمع تحت مظلة وطنية جامعة، تحترم جميع المكونات السورية.  
- تعزيز الحريات وحقوق الإنسان، وضمان عدم عودة أي شكل من أشكال الاستبداد.  

8هذه الإجراءات ضرورية لضمان بناء سوريا جديدة قوية ومستقرة، تحقق طموحات شعبها في الحرية والكرامة والعدالة.

فالوطن بحاجة إلينا لنعيده معًا، حجرًا فوق حجر، وحلمًا فوق حلم.

لقد عانى الوطن كثيرًا، لكنه اليوم ينادينا، يطلب منا أن نكون يده التي تبني، وصوته الذي ينادي بالحياة، وقلوبه التي تنبض من جديد بالأمل. لسنا مجرد أبناء لهذا الوطن، بل نحن عماده، روحه المتجددة، وحلمه الذي لا يموت.  

إعادة بناء الوطن ليست مجرد إعادة إعمار للبيوت والطرقات، بل هي إعادة بناء للثقة، للعدالة، للوحدة، للكرامة. نحن بحاجة إلى بعضنا البعض كعرب وتركمان وكرد ودروز وجركس وسريان كما يحتاجنا هذا الوطن الجريح ، لنحمل معًا أعباء المرحلة، ونزرع في كل زاوية نورًا يبدد ظلام الماضي.  

سننهض بسواعدنا، بأفكارنا، بقلوبنا التي لم تفقد الأمل أبدًا. وسنجعل من هذا الوطن مكانًا يليق بمن ضحوا لأجله، وبمن حلموا يومًا بأن يعيشوا فيه بحرية وكرامة.

#Türkmenler #Suriye Türkmenleri #Suriye Milli Ordusu #Suriye Türkmen Cephesi #gebermiş ##GÜNDEMİ DEĞİŞTİRME #2 Nisan'da #Fenerbahçe - Galatasaray #kazımKoyuncu #volkankonak #gebermiş #GençleriçinKenetlen #Cihan Aydın #Muse #Mehmet Selim Kiraz #Le Pen #Mekanı #Rahmet #Mahir Polat #Hocam #Hazineye 190 Milyar Gelir #Siyasi #GönüldenLidere #Macron #Sayın Cumhurbaşkanım