فالتوتر الأخير، الذي بلغ ذروته مع استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في أنقرة إثر اتهامات علنية من مسؤولين إيرانيين ضد تركيا، يكشف عن انتقال المواجهة إلى مستويات أكثر حدة ووضوحًا. إيران، من جانبها، لم تتأخر في الرد، حيث قامت بتحريك عملائها في الساحل السوري، ما يؤكد أن المعركة لم تعد تدور في الخفاء، بل باتت “على المكشوف”
تركيا وسوريا: تحالف استراتيجي لمواجهة النفوذ الإيراني
في ظل هذه التطورات، تبدو القيادة السياسية والعسكرية التركية عازمة على منع أي محاولة لإعادة تشكيل الخارطة السياسية في سوريا بشكل يقلب الموازين ضد حليفتها الجديدة في دمشق. مخرجات اجتماع مجلس الأمن القومي التركي الأخير أظهرت بوضوح موقف أنقرة الحاسم في هذا الصدد، حيث أكدت أن استراتيجيتها تقوم على حماية المصالح المشتركة مع سوريا ومنع أي نفوذ إيراني متزايد قد يؤثر على استقرار المنطقة
لذلك، يتوجب على الإدارة السورية الجديدة التحرك بسرعة لتعزيز هذا التحالف عبر توقيع اتفاقيات عسكرية مع تركيا والاستفادة من خبراتها المتقدمة، خصوصًا في مجال الطائرات المسيّرة مثل "بيرقدار"، التي أثبتت فاعليتها في عدة جبهات قتالية
مواجهة العصابات المسلحة: دروس من قنديل إلى الساحل السوري
على الأرض، تأخذ المواجهة بين الدولة السورية وبقايا فلول النظام السابق في جبال الساحل طابعًا شبيهًا بحرب العصابات التي يخوضها تنظيم حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل. هذه المعاقل الجبلية الحصينة لا يمكن تدميرها عبر موجات التعبئة الشعبية فقط، بل يتطلب الأمر استراتيجية عسكرية متكاملة تجمع بين الغطاء السياسي والتكنولوجيا العسكرية الحديثة، وعلى رأسها الطائرات المسيّرة والاستطلاع المتقدم
في هذا السياق، يشكل التعاون العسكري مع أنقرة فرصة ذهبية لدمشق لإنهاء هذه التهديدات بأقل الخسائر الممكنة. فالاستفادة من الخبرات التركية في مواجهة التمرد المسلح يمكن أن تكون عاملاً حاسمًا في استعادة الاستقرار في المناطق التي لا تزال تشهد نشاطًا للمجموعات المسلحة الخارجة عن السيطرة
في النهاية نجد ان المشهد السوري يدخل مرحلة جديدة من التوازنات، حيث لم يعد هناك مجال للرمادية في الاصطفافات الإقليمية. الصراع التركي-الإيراني في سوريا يتجه إلى مزيد من التصعيد، لكن المعطيات الحالية تشير إلى أن تركيا، مدعومة بتعاونها الجديد مع دمشق، لن تسمح بأي إعادة هندسة سياسية تخدم المصالح الإيرانية على حساب نفوذها المتزايد في المنطقة
#تركيا
#سوريا
#ايران
#تحالف_سوري_تركي