في عالمٍ تتسارع فيه الأحداث، وتتعقّد فيه الأزمات، تُصبح السياسة واحدة من أخطر أدوات التأثير في مصير الشعوب.
وهنا لا يعود المعيار الحقيقي هو عدد الشعارات التي يرفعها السياسي، ولا عدد الأصوات التي يحصل عليها، بل مقدار ما يملكه من عقلٍ ناضجٍ وواعي.
السياسي العاقل... قائد أمة:
السياسي العاقل لا يعني أنه مجرد ذكي، بل يعني أنه يفكر بعُمق، يرى ما لا يراه العوام، ويزن كل كلمة وكل قرار بميزان المصلحة العامة لا المصلحة الشخصية.
هو الذي:
يعرف متى يتكلم ومتى يصمت،
متى يُساير ومتى يواجه،
متى يثور ومتى يُصلح.
هو الذي يعرف أن السياسة فن الممكن، لا فن التهريج أو الانفعال.
السياسي الجاهل... قنبلة موقوتة:
أما السياسي الجاهل، فهو كارثة مغلّفة بالكلمات.
يُشعل الأزمات ليظهر بطلاً، ويتخذ القرارات دون إدراك لعواقبها.
ربما يكون صوته عاليًا، ولكن عقله فارغ، وخلفه أمة تئن بصمت.
السياسي الجاهل لا يُدرك التاريخ، ولا يفهم الجغرافيا، ولا يسمع صوت الشعب الحقيقي.
تهمّه صورته في الإعلام أكثر من صورة الوطن في أعين أبنائه.
السياسة بين العقل والجهل:
العقل السياسي هو:
قراءة دقيقة للواقع،
إدراك للمصالح العليا،
قدرة على الحوار دون انكسار،
ومرونة دون تفريط.
بينما الجهل السياسي هو:
اختزال السياسة في الولاء الأعمى،
تحويل الحكم إلى منبر للصراع،
واختزال الوطن في شخص أو حزب أو طائفة.
السياسي العاقل يبني وطنًا، والسياسي الجاهل يهدم ما لا يدركه. فبين العقل والجهل تُكتب مصائر الشعوب.
– ديار الهرمزي
العقل ليس ترفًا في السياسة، بل هو أساسها. فإن غاب العقل عن رأس الحاكم،
غابت الكرامة عن حياة الشعب.
Evet 247 Kişi
Hayır 8 Kişi