في خضمّ الأحداث المتسارعة، والنزاعات المشتعلة، والانهيارات الاقتصادية، يسأل الإنسان نفسه سؤالًا جوهريًا:
هل نحن نعيش نهاية العالم القديم؟
أم نشهد ولادة عالم جديد؟
وهل نملك الوعي لنكون جزءًا من هذا التحول التاريخي؟
لقد تعب هذا العالم من وعود الكبار، ومن عدالة المنتصر، ومن ديمقراطية مشروطة لا تخدم إلا الأقوياء. وأصبحنا نرى نظامًا دوليًا متهالكًا، يتكئ على شرعية القوة، لا على قوة الشرعية.
العالم القديم يحتضر؛
النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، ثم تعزز بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، أصبح في حالة احتضار سريري. أبرز علاماته:
الحروب الكارثية العبثية (أوكرانيا، غزة، السودان...).
فوضى الدولار وتضخم عالمي خانق.
نفاق دولي في قضايا حقوق الإنسان.
انهيار أخلاقي في منظومات الإعلام والتعليم.
تنمّر القوى الكبرى وتفكك المؤسسات الدولية.
لم يعد الناس يؤمنون بأن هذا النظام العادل يحمي أحدًا. لا فقراء الجنوب، ولا شعوب الشمال حتى.
لم يعد العالم يثق بمن يملك القنابل النووية ويتحدث عن السلام.
مخاض ولادة العالم الجديد
لكن كما يقول الفلاسفة:
كل نهاية هي بداية.
وكل سقوط منظومة، هو إشعار ببزوغ منظومة بديلة.
العالم لا يموت، بل يتحول. والمرحلة التي نعيشها اليوم هي أشبه بـ المخاض العسير قبل الولادة. ومن ملامح هذا التحول:
1. صعود قوى بديلة:
بريكس تنمو، وتطالب بنظام مالي بديل.
الصين تبني طريق الحرير الجديد.
روسيا تتحدى الهيمنة الغربية عسكريًا.
تركيا، باكستان، إيران، الهند، البرازيل… تسعى إلى استقلال القرار.
2. تراجع القطب الواحد:
أمريكا لم تعد القوة الوحيدة التي يُخضع لها الجميع.
أوروبا تعاني داخليًا وتفقد هويتها.
الرأسمالية النيوليبرالية تنهار من الداخل.
3. يقظة الوعي العالمي:
الشعوب بدأت تميّز بين الحرية الحقيقية والديمقراطية الوهمية.
الصراع لم يعد جيوسياسيًا فقط، بل وجوديًا، ثقافيًا، وقيميًا.
هل نحن مستعدون؟
نعم، نحن مظلومون، لكننا أقوياء لأننا على الحق.
إن التاريخ لا يُكتَب فقط بقنابل الكبار، بل بثبات المظلومين الذين يرفضون الانكسار.
العالم الجديد لن يكون نسخة أفضل من القديم تلقائيًا…
بل سيكون كما نصنعه نحن:
بالوعي، بالتربية، بالمعرفة، بالحرية، وبالعدالة.
وإذا لم نكن مستعدين، فسيولد العالم الجديد… بدوننا.
إننا لا ننتظر نهاية التاريخ، بل نعيش بدايته الحقيقية.
والحق لا يُمنح… بل يُنتزع بثبات.
نحن في مرحلة تاريخية لا يشفع فيها الحياد، ولا ينفع فيها الخوف.
فإما أن نكون صُنّاع التغيير،
أو ضحاياه.
#العالم_الجديد
#ديار_الهرمزي
#نهاية_العالم_القديم
#ولادة_نظام_جديد
#الوعي_الإنساني
#صعود_قوى_جديدة
#سقوط_القطب_الواحد
#العدالة_الحقيقية
#التغيير_العالمي
#المرحلة_التاريخية
#الاستقلال_السياسي
#الثبات_على_الحق
Evet 263 Kişi
Hayır 8 Kişi