أحيانًا نضطر إلى التوضيح بين المصطلحات التي يحاول البعض خلطها عمدًا أو جهلًا، لأن في هذا الخلط تضليلًا للفكر، وتشويشًا على المفاهيم، وطمسًا للفروق الدقيقة التي تقوم عليها الفهم السليم.
فليس كل مدح تشجيعًا، ولا كل انتقاد حقدًا، ولا كل اختلاف عداوة.
عندما تغيب الدقة، يتحول الحوار إلى فوضى، ويضيع المعنى بين الكلمات.
ولهذا، فإن مسؤولية المفكر والكاتب الواعي أن يُعيد ترتيب المصطلحات، ويكشف الفرق بين المتشابهات، ليضع النقاش في إطاره الصحيح ويمنع الانزلاق إلى السطحية أو التضليل.
1. من حيث المعنى؛
التشجيع:
هو تعبير عن الدعم والثناء الواقعي على جهد أو عمل معين، بقصد التحفيز والنمو.
التمجيد:
هو مدح مبالغ فيه، يُضفي على الشخص صفات الكمال أو القداسة، غالبًا بلا ارتباط بعمل محدد.
2. من حيث الهدف؛
التشجيع يهدف إلى رفع المعنويات، ودفع الشخص للاستمرار أو التحسّن.
التمجيد يهدف (بشكل واعٍ أو غير واعٍ) إلى رفع الشخص فوق النقد، وغالبًا يكون وسيلة للتملّق أو صناعة صورة مثالية له.
3. من حيث التركيز؛
التشجيع يركّز على الفعل أو الإنجاز: مثل أبدعت في هذا المقال أو عملك متقن.
التمجيد يركّز على الشخص ذاته: مثل أنت الأفضل دائمًا أو لا يخطئ أبداً.
4. من حيث النتيجة النفسية؛
التشجيع يمنح ثقة واقعية بالنفس، ويُنمّي حس المسؤولية.
التمجيد يؤدي إلى تضخيم الأنا، وربما إلى الغرور أو الإحساس بالكمال.
5. من حيث العلاقة بالنقد؛
التشجيع لا يُقصي النقد، بل يتعايش معه، لأنه يميز بين الإيجابيات والسلبيات.
التمجيد يُغلق الباب أمام أي نقد، ويحوّل الشخص إلى رمز مقدس لا يُمس.
6. من حيث الارتباط بالبيئة؛
التشجيع ينتشر في البيئات التربوية، والمجتمعات الواعية التي تسعى لتطوير أفرادها.
التمجيد ينتشر في الأنظمة الديكتاتورية أو المجتمعات التي تُقدّس الأشخاص وتمنع التفكير الحر.
7. في التربية والقيادة؛
القائد أو المربي الجيد يُشجّع دون أن يُمجّد، لأنه يعلم أن البناء يبدأ من الواقعية.
أما من يُمجّد، فإنه يُفسد الشخصية ويغذي الأوهام.
التشجيع هو تقديرٌ ناضج يدفع إلى النمو، أما التمجيد فهو تضخيمٌ أعمى يصنع من الإنسان تمثالًا هشًّا، لا يسمع ولا يتعلّم
Evet 262 Kişi
Hayır 8 Kişi