آداب وثقافة المنصب ليست مجرد سلوكيات شكلية، بل هي مجموعة من المبادئ الأخلاقية والثقافية والسلوكية التي يجب أن يتحلى بها كل من يتقلد منصبًا عامًا أو مسؤولية إدارية أو سياسية.
أولاً: تعريف ثقافة المنصب:
هي الوعي العميق بأن المنصب تكليف لا تشريف، وخدمة لا سلطة، ومسؤولية لا امتياز.
ثانيًا: آداب المنصب:
1. الأمانة:
أساس كل منصب؛
فالمسؤول مؤتمن على المال العام، والقرار، وحقوق الناس.
الأمانة تشمل عدم استغلال المنصب للمصلحة الشخصية أو الحزبية.
2. العدل والإنصاف:
أن لا يُفرق بين الناس بسبب القرب أو البعد، أو الطائفة أو العِرق.
يكون حكمه وقراره نزيهًا مبنيًا على القانون لا على المزاج.
3. التواضع:
المنصب لا يجعل من صاحبه أفضل من الناس.
التكبر والتعالي من أخطر الأمراض التي تصيب من يجهل ثقافة المنصب.
4. الانضباط والاحترام:
احترام الوقت، والوظيفة، والقانون، والناس.
لا يحق للمسؤول أن يتصرف وكأنه فوق النظام.
5. الشفافية:
الوضوح في القرار والمال والبيانات.
إخفاء الحقائق واللف والدوران، عدو ثقافة المنصب.
ثالثًا: ثقافة المنصب السياسي أو الإداري:
1. الفهم العميق لطبيعة الدور:
ليس المطلوب أن يكون صاحب المنصب نجمًا أو رمزًا شعبيًا، بل أن يكون فعالًا في موقعه.
كل منصب له مهام محددة، ومن يتخطاها أو يجهلها يعبث بالمؤسسة والدولة.
2. الاستعداد لقبول النقد والمساءلة:
من لا يتحمل النقد لا يستحق المنصب.
المنصب ليس حماية، بل مسؤولية مضاعفة أمام القانون والشعب.
3. الحرص على المصلحة العامة:
القرار لا يُتخذ لإرضاء فئة أو حزب، بل بما يخدم الشعب والمجتمع ككل.
4. تجديد الفكر والاستراتيجية:
المسؤول الحقيقي لا يعيش على الشعارات، بل يُطور أداءه، ويتعلم من الأخطاء.
رابعًا: سقوط ثقافة المنصب يعني سقوط الدولة:
حين يصبح المنصب للنهب لا للخدمة، ينهار القانون.
وحين يتحول المسؤول إلى متسلط لا خادم، يفقد الشعب ثقته.
وسقوط الأخلاق في المناصب هو بداية الانهيار الأخلاقي العام في الدولة.
Evet 244 Kişi
Hayır 8 Kişi