في لحظة من لحظات التاريخ التي امتزجت فيها الخديعة بالرجاء، خرج ما يقرب من أربعمائة ألف جندي عربي من أبناء الثورة العربية الكبرى (كارثة تاريخية الكبرى) ، بقيادة الشريف حسين بن علي، وعلى رأسهم نجله الأمير فيصل، ليقاتلوا في صفوف الجنرال البريطاني ألن بي Allen byضد الحامية العثمانية في الشام.
ظنّ الجنود أن الثورة من أجل إقامة الدولة العربية الواحدة، فإذا بهم جنود تحت راية التاج البريطاني، يسيرون في طريق لم يرسموه، ولم يكتبوا بيانه الأول.
قتل الجنرال ألنبي Allen by خمسة و عشرون ألف جندي من الحامية العثمانية، ودخل دمشق مزهوًا، واقترب من قبر صلاح الدين الأيوبي وقال كلمته الشهيرة:
ها قد عدنا يا صلاح الدين، الآن انتهت الحروب الصليبية.
لم تكن كلماته مجازية، بل كانت إعلانًا صريحًا بأن ما بدأ قبل قرون، قد أُنجز الآن بأيدي أبناء الأمة أنفسهم.
تحطّمت الخلافة، وتمزّقت الأرض بين البريطانيين والفرنسيين في اتفاقية سايكس بيكو، وتحوّلت البقاع إلى دول صغيرة، يُديرها حكّام جاؤوا على مقاس الطاعة العمياء، لا على مقياس الكفاءة أو الشرعية.
كل حاكم سعى لإرضاء المستعمر الذي وضعه، مقابل أن يُبقيه على كرسيه. وبدأ مسلسل التقسيم، لا على أسس جغرافية فحسب، بل طائفية وقومية ومذهبية، حتى أصبحت الفتنة نظام حكم، والتفكك دستور بقاء.
ولتكريس هذا النهج، جُعل لرجال الدين دور مزدوج تبرير استبداد الحكّام، وتزيين فقر الشعوب بأنه قَدَر، وتغييب الوعي الجماهيري، بينما الإعلام الرسمي لا يُظهر إلا بطولات الحكّام المزعومة، ويمجّد جيوشًا لا تُحرّر أرضًا، بل تُقمع شعبًا.
ومن أجل إحكام الطوق، زُرعت إسرائيل بين الدول العربية، وزُرعت أرمينيا بين الشعوب التركية، لتؤديا الدور ذاته:
تفجير الداخل من خلال الفتن، وصناعة نخب عميلة تتسلط على رقاب الناس، وتُغذي الطائفية والعنصرية.
اليوم، وبعد مرور قرن من الخديعة الكبرى، ما زال الحلم العربي تائها، والوعي غائبًا في كثير من الأذهان، لكن الفرصة لا تزال قائمة.
إن الشعوب اليوم أحوج ما تكون إلى وعي يُبصر الحقائق، لا إلى شعارات تمزّق.
إننا بحاجة للبحث عن نقاط الالتقاء، لا عن خنادق الاختلاف.
إن وحدة المصير أقوى من فِخاخ الطائفية، وإن وعينا هو الحصن الأخير في وجه مشاريع التفتيت.
ولعل التاريخ يُمهلنا هذه المرة لا لنخوض معركة بالوكالة، بل معركة بالوعي، نختار فيها طريقنا بأنفسنا، ونُعيد الاعتبار لإسلامنا، ولإنسانيتنا.
#Türkiye #Türk Devletleri Teşkilatı #SnBahçeli Vakit Tamam ##Sinem Dedetaş #Bodrum #Talisca #Altay Bayındır #Bodrum #Altay Bayındır #DoganCanYıldızTutuklansın #Rize #Sitaja Çırağa Adalet #Sivasspor #Tadım #SVSvFB #Manaj #Rıza #Talisca #Ali Şasal #Carter #Suriye #Tiktok #FreePalestine