بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو الطائفية. إنها سورية التي تقوم على دولة المؤسسات، وسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، وحماية الحريات العامة، بحيث يكون لكل مواطن الحق في المشاركة في بناء مستقبل بلاده وفق معايير الكفاءة والنزاهة
لقد أثبتت التجارب في العديد من الدول أن بناء هوية وطنية جامعة يتطلب تجاوز الانقسامات الضيقة التي تعمقها الأنظمة الاستبدادية، والتي تعتمد على تفكيك النسيج الوطني عبر سياسات تمييزية تحفّز الانتماءات ما دون وطنية. في سورية، عانى الشعب لعقود من هذه السياسات التي كرّست الفروقات الطائفية والعرقية كوسيلة للسيطرة والهيمنة، مما جعل استعادة الشعور بالهوية الوطنية الموحدة ضرورة ملحّة في المرحلة المقبلة
إن الحوار الوطني الذي تحتاجه سورية المستقبل لا يمكن أن يكون بين جماعات تحتكر تمثيل طائفة أو فئة معينة، بل يجب أن يكون بين الأفراد المواطنين الذين يحملون تطلعات مشتركة لمستقبل يقوم على مبادئ العدالة والمساواة، ويرتكز على الاعتراف بالتعددية ضمن إطار وطني جامع. بناءً على ذلك، فإن إعادة تشكيل الهوية الوطنية تتطلب تبني مشروع وطني حقيقي يعزز الشعور بالمواطنة، ويرتكز على الأسس التالية
. المواطنة المتساوية:يجب أن تكون جميع الحقوق والواجبات متساوية بين المواطنين، دون تمييز بسبب الدين أو العرق أو الانتماء السياسي.
. تعزيز سيادة القانون: لا يمكن تحقيق هوية وطنية جامعة دون وجود دولة قانونية تحمي الحقوق وتصون الحريات، وتعتمد معايير المحاسبة والشفافية في إدارة الشأن العام.
. رفض المحاصصة الطائفية والإثنية: التجارب الفاشلة لنظم المحاصصة في العراق ولبنان أثبتت أنها ليست حلاً بل عاملاً لتعميق الأزمات وإدامة الانقسامات، ولذلك فإن سورية الجديدة يجب أن تبني نظامها السياسي على الكفاءة والاستحقاق، لا على الانتماءات الضيقة.
. الاعتراف بالتنوع الثقافي كعنصر قوة: بدلاً من استغلال التنوع لزرع الفرقة، يجب النظر إليه باعتباره عنصرًا داعمًا للهوية الوطنية، حيث يُغني المجتمع بتجاربه وثقافاته المتعددة.
. العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية:لا يمكن بناء هوية وطنية جامعة دون معالجة آثار الماضي، بما في ذلك محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات، وتعويض الضحايا، والعمل على مصالحة وطنية تعزز الثقة بين مكونات المجتمع.
. إصلاح التعليم والإعلام: يجب أن تلعب المؤسسات التربوية والإعلامية دورًا في تعزيز قيم المواطنة، وتعريف الأجيال القادمة بمعنى الهوية الوطنية الجامعة، بعيدًا عن أي خطابات إقصائية أو تحريضية.
إن بناء سورية جديدة، قائمة على هوية وطنية جامعة بكل مكونات الفسيفساء المجتمع السوري من عرب وتركمان وكرد وسريان وجركس وغيرهم ، ليس مجرد طموح بل هو ضرورة تاريخية لضمان الاستقرار والتنمية والعدالة للجميع. هذه المهمة ليست مسؤولية فئة دون أخرى، بل هي مسؤولية وطنية مشتركة تتطلب تعاون جميع السوريين المؤمنين بوطن يتسع للجميع.
الدكتور مختار فاتح بي ديلي
#SMO #Türkmen #Suriye #Suriye Türkmen Cephesi #Suriye Türkmenleri #deprem #yazık #Lazkiye #Colani #Esad #SiyahKalp #Prof. Dr. Engin ARIK#Enerji #FBvRFC #Tadic #Mourinho #Talisca #YisifTekinistifa #Ali Rıza Aldık #AdnanSuphanoğlu #İran