يعد المجلس التركماني السوري، الذي تأسس في عام 2013، جزءًا مهمًا من الكيانات السياسية التي تمثل المجتمع التركماني في سوريا. لكن الوضع الحالي للمجلس يحتاج إلى إصلاحات جذرية لضمان تمثيل عادل لجميع فئات المجتمع التركماني وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية. لذلك، فإن إصلاح المجلس يتطلب خطوات حاسمة على أكثر من صعيد، خاصة في ظل وجود أطراف محلية تستفيد من الوضع الراهن.

أولاً: خطوات الإصلاح الأساسية

 الشفافية والمساءلة*
  يجب أن تتم الانتخابات داخل المجلس بشكل شفاف وعلني، مع ضمان مشاركة واسعة للمجتمع التركماني. كما ينبغي أن تكون الانتخابات تحت إشراف أطراف محايدة لضمان نزاهتها
   تقديم تقارير مالية دورية تُظهر كيفية استخدام الأموال والتبرعات المخصصة للمجلس، مع الكشف عن الحسابات لضمان المساءلة أمام المجتمع

 تعزيز المشاركة الشعبية*
   يجب إشراك المجتمع التركماني بشكل فعال في اتخاذ القرارات، من خلال تنظيم منصات حوارية واجتماعات دورية مفتوحة لجميع الأفراد المؤهلين
  إطلاق حملات توعية لتعريف المواطنين بأهمية مشاركتهم السياسية وضرورة وجود مجلس قوي يعبر عنهم

 إصلاح الهيكل التنظيمي*
   ضرورة إعادة هيكلة المجلس ليكون أكثر تمثيلًا ومرونة، مما يسمح للأفراد المؤهلين من خارج دوائر السلطة التقليدية بالتقدم إلى المناصب القيادية
  تشجيع العمل الجماعي القائم على المصلحة الوطنية العليا بما يحقق التنمية المستدامة للمجتمع التركماني

 استقلالية المجلس*
   السعي لتحقيق استقلالية سياسية ومالية بعيدة عن التأثيرات الخارجية أو المحلية التي قد تسعى لتحقيق مصالح شخصية أو حزبية
  بناء تحالفات محلية وإقليمية ودولية تدعم استقلالية المجلس وتعزز قدرته على لعب دور فعال في الساحة السورية

. مراقبة خارجية*
  - إشراك منظمات حقوقية لتقييم الأداء داخل المجلس والتأكد من أن العمليات تجري وفقًا لمعايير النزاهة والشفافية

. دعم القيادات الشابة*
  - تشجيع القيادات الشابة على الترشح والمشاركة في العملية السياسية، وذلك لتجديد الدماء داخل المجلس وتعزيز دوره السياسي والإداري في المستقبل

ثانياً: الاستفادة من القوى المجتمعية

بوجود أكثر من ثلاثة ملايين تركماني، بالإضافة إلى النشطاء والمثقفين وذوي الخبرة في الإدارة، يشكل المجتمع التركماني قوة حقيقية يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في الإصلاح. لتحقيق التغيير، يمكن استغلال هذه القوى على النحو التالي

. تشكيل تحالفات واسعة*
  يمكن للمثقفين والنشطاء وذوي الخبرة تشكيل تحالفات استراتيجية تعمل على تطوير إصلاحات مشتركة، بعيدا عن الاختلافات الداخلية، بهدف خدمة مصلحة المجتمع التركماني

. تمكين الشباب*
   تطوير برامج تدريبية وورش عمل للشباب لتمكينهم من تولي القيادة السياسية والإدارية في المستقبل، مما سيعزز الإبداع والتجديد داخل المؤسسات

. بناء منظمات غير حكومية*
  تأسيس منظمات غير حكومية تهدف إلى تعزيز دور المجتمع المدني التركماني، مما يسهم في تعزيز الشفافية والمساءلة داخل المجلس

 الضغط على الأطراف السياسية*
   يمكن للنشطاء وذوي الخبرة ممارسة الضغط على الأطراف السياسية لتبني الإصلاحات المطلوبة، سواء من خلال تشكيل قوى ضغط أو التنسيق مع المنظمات الدولية لتحقيق إصلاحات حقيقية

. وضع معايير مهنية*
   تشكيل لجان مهنية تضم المثقفين وذوي الخبرة في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة لوضع معايير واضحة للترشح للمناصب القيادية في المجلس، لضمان أن القيادات المستقبلية تمتلك المؤهلات اللازمة.

ثالثاً: مقترحات الإصلاح بشكل مختصر

. إبعاد المتورطين في الفساد*
  إقالة المسؤولين المتورطين في الفساد، مع الدعوة إلى مؤتمر تركماني عام دون إقصاء أو تهميش لأي طرف أو فرد

. تشكيل لجنة محاسبة مستقلة*
   إنشاء لجنة مستقلة للتحقيق في ممارسات الفساد ومراجعة الحسابات المالية للمجلس

. تحقيقات قضائية*
   تقديم المسؤولين الفاسدين إلى القضاء ومحاسبتهم.

. شفافية مالية*
   كشف مصادر دخل المسؤولين الحاليين ومراجعة حساباتهم لضمان الشفافية المالية

. منع العودة للمجلس*
   فرض قوانين تمنع المتورطين في الفساد من العودة للمجلس أو تولي المناصب مستقبلاً

. توعية المجتمع*
   نشر الوعي بين المواطنين حول أهمية مراقبة أداء المجلس والمشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات

في النهاية إصلاح المجلس التركماني السوري يتطلب الدعوة إلى عقد مؤتمر شامل يضم جميع الأطراف المعنية من مختلف فئات المجتمع التركماني، مع ضمان عدم إقصاء أو تهميش أي جهة أو فرد. الهدف هو تحقيق توافق وطني بين جميع مكونات المجتمع التركماني، وتعزيز التعاون المشترك وتوحيد الرؤى والاستراتيجيات المستقبلية. من خلال هذا المؤتمر، يمكن وضع أسس إصلاحية للمجلس، بما يضمن تحسين هيكلته التنظيمية، وتطوير آليات عمله، وضمان تمثيل جميع الأطياف من الناشطين والمثقفين والإداريين، بما يساهم في تحقيق أهداف المجتمع التركماني في سوريا

المجلس التركماني السوري الحالي لا يعكس تمامًا تطلعات الشعب التركماني، ويجب العمل جاهدًا لإصلاحه بما يخدم المصلحة الوطنية ويعزز من وحدة المجتمع التركماني في سوريا

المجلس Suriye Türkmen Meclisi المجلس التركماني السوري الحالي #لايمثل_التركمان