
إنّ اختلاف وجهات النظر حول الواقع السوري ومستقبله ليس ضعفًا، بل هو دليل على حيوية المجتمع وتعدديته الفكرية والسياسية. فمن الطبيعي أن يكون هناك تباين في الرؤى بين الأحزاب السياسية، والتيارات الفكرية، ومختلف المكونات القومية والدينية، حول شكل سوريا الغد، ونظام الحكم، والهوية الوطنية الجامعة. لكن الأهم هو أن نجعل هذا التنوع مصدر قوة لا انقسام، وأن نتعامل معه بروح المسؤولية الوطنية، لا بمنطق الإقصاء والتخوين
لقد شهدت الساحة السورية نقاشات مستمرة حول قضايا حساسة، مثل تسمية الدولة، ودور الدين في الحياة العامة، وحقوق الأقليات، وعلاقة المركز بالمحافظات، وهو أمر طبيعي في مجتمع متعدد الثقافات والانتماءات. غير أن ما يجب أن يُميز هذا النقاش هو الاعتراف بأن "الاختلاف في الرأي لا يفسد للقضية شيئًا"، بل هو ضرورة لبناء دولة عادلة ومتوازنة، لا مكان فيها للاستبداد أو التفرد بالسلطة
إنّ مستقبل سوريا بيد شبابها، فهم القوة التي ستعيد بناء الوطن على أسس جديدة، بعيدًا عن صراعات الماضي. شباب سوريا، بمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم، هم القادرون على تجاوز الخلافات الأيديولوجية والقومية، والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية. فسوريا ليست ملكًا لفئة دون أخرى، بل هي فسيفساء غنية بتنوعها الثقافي والاجتماعي، وهذا التنوع يجب أن يكون عامل وحدة لا انقسام
إن الأجيال الشابة التي عاشت سنوات من النزاع والانقسام مطالبة اليوم بأن تكون جزءًا من الحل، لا أن تبقى أسيرة خلافات الماضي. فبدلًا من إعادة إنتاج الصراعات القديمة، علينا أن نفتح صفحة جديدة مبنية على الحوار والتفاهم، وأن ندرك أن العنف والتهميش لن يؤسسا لدولة مستقرة، بل سيؤديان إلى مزيد من الفوضى والتراجع
لذلك، علينا أن نرفض العنف بكل أشكاله، سواء كان جسديًا أم فكريًا، وأن ندرك أن الاعتقال التعسفي أو تكميم الأفواه ليسا طريقًا للحفاظ على الأمن، بل هما وصفة لمزيد من الانقسام. إن مستقبل سوريا لن يُبنى على منطق الغلبة، بل على قاعدة التوافق والمشاركة، حيث يكون لكل سوري، مهما كان انتماؤه، دور في رسم ملامح الغد
لنجعل المنطق السائد في تفكيرنا هو الحوار والنقد البنّاء، ولتكن غايتنا جميعًا سوريا الحرية، سوريا التي تحترم تعدديتها، وتصون حقوق جميع أبنائها، وتبني مستقبلها على أسس العدالة والمساواة، لا على صراعات الهوية والإقصاء
Evet 244 Kişi
Hayır 8 Kişi