الدكتور مختار فاتح بي ديلي
طبيب-ناشط سياسي تركماني

يطمح تركمان سوريا، كجزء أصيل من النسيج السوري، إلى بناء دولة مواطنة موحدة تقوم على العدالة والمساواة بين جميع أبنائها، دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب. رؤيتهم لسوريا الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد تتجسد في النقاط التالية:  

تكريم الشهداء واستمرار النضال

إن رؤية تركمان سوريا لسوريا المستقبل لا تنفصل عن تضحيات الشعب السوري بأكمله، بمن فيهم شهداء الثورة الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الحرية والكرامة منذ اليوم الأول للثورة السورية. يؤمن التركمان بأن تكريم الشهداء لا يكون فقط بإحياء ذكراهم، بل بتحقيق أهدافهم في بناء سوريا حرة وديمقراطية، خالية من الظلم والاستبداد. العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات تُعدّ جزءًا أساسيًا من عملية بناء الدولة الجديدة.  

العيش المشترك بين المكونات السورية
 
يرى تركمان سوريا أن العيش المشترك بين جميع مكونات الشعب السوري، من عرب وتركمان وكرد وجركس وسريان وغيرهم، هو أساس بناء مستقبل سوريا. فالوحدة الوطنية لا تتحقق إلا من خلال التفاهم والتعاون، والاعتراف بحقوق كل المكونات في العيش الكريم داخل إطار دولة تضمن الحقوق المتساوية للجميع. يؤمن التركمان بأن التنوع الثقافي والاجتماعي في سوريا هو مصدر قوة، يجب استثماره في بناء مجتمع سلمي ومتحد يرفض الانقسامات والتمييز.  

الحرية والكرامة أساس الدولة المستقبلية
 
الحرية والكرامة هما الركيزتان اللتان خرج الشعب السوري من أجلهما في الثورة. يؤكد التركمان أن سوريا الجديدة يجب أن تضمن الحريات الأساسية، بما في ذلك حرية التعبير والمشاركة السياسية. كما يجب أن تضع الكرامة الإنسانية في صلب سياساتها، بحيث يشعر كل مواطن سوري بأنه يحظى بالاحترام والأمان بغض النظر عن انتمائه أو خلفيته.  

العدالة الاجتماعية وحقوق كل المكونات
 
يرى تركمان سوريا أن العدالة الاجتماعية هي الأساس لبناء مجتمع مستقر ومتوازن. سوريا الجديدة يجب أن تكون دولة توفر فرصًا متساوية لجميع أبنائها، مع ضمان توزيع عادل للموارد، وتنمية مستدامة تشمل جميع المناطق دون استثناء. التركمان، كغيرهم من المكونات السورية، يطمحون إلى ممارسة حقوقهم الثقافية والاجتماعية، بما يشمل تعليم لغتهم الأم، وإحياء تقاليدهم وعاداتهم ضمن إطار وطني يحترم تعددية المجتمع.  

الدولة الموحدة القائمة على المواطنة
 
يرفض التركمان بشدة أي مشاريع تهدف إلى تقسيم سوريا أو تجزئتها. يؤمنون أن سوريا الجديدة يجب أن تكون دولة موحدة، قائمة على مبدأ المواطنة الذي يساوي بين جميع الأفراد دون تمييز. دولة المواطنة لا تُعطي امتيازات لأي مجموعة على حساب الأخرى، بل تضمن حقوق الجميع وتوفر فرصًا متكافئة لبناء وطن يحقق تطلعات كل السوريين.  

رفض الطائفية والمحاصصة
يؤمن تركمان سوريا أن النظام الطائفي أو القائم على المحاصصة العرقية أو الدينية لا يمكن أن يكون أساسًا لبناء دولة حديثة. مثل هذه الأنظمة تُكرّس الانقسامات وتضعف وحدة البلاد. بدلاً من ذلك، يجب أن تكون الكفاءة والنزاهة هما المعياران الأساسيان لتولي المسؤوليات في الدولة. كما يؤكد التركمان أن سوريا المستقبل يجب أن تضمن فصل الدين عن السياسة، وتعمل على تحقيق الانسجام الوطني بعيدًا عن الاستقطابات الطائفية.

الوحدة الوطنية ضمان الاستقرار
يُدرك تركمان سوريا أن استقرار البلاد وازدهارها لن يتحققا إلا من خلال تعزيز الوحدة الوطنية. هذه الوحدة تتطلب الاعتراف بحقوق الجميع، والعمل على بناء الثقة بين مختلف مكونات المجتمع السوري. كما يُشددون على أهمية التصدي لأي محاولات لزرع الفتن أو الانقسامات بين السوريين، لأن سوريا المستقبل يجب أن تكون وطنًا يتسع للجميع.  في النهاية  إن رؤية تركمان سوريا لسوريا المستقبلية تقوم على بحث س ء دولة حرة، ديمقراطية، وموحدة، تحترم حقوق الإنسان، وتُكرّم تضحيات الشهداء، وتضمن العدل والمساواة للجميع. سوريا الجديدة ستكون دولة مواطنة للجميع، ترفض الطائفية والمحاصصة، وتعزز العيش المشترك بين جميع المكونات. هذا الحلم يتطلب إرادة مشتركة وتعاونًا صادقًا من جميع السوريين لتحقيق مستقبل مشرق يعيد لسوريا مكانتها بين الأمم.