9102,02%-1,02
39,66% 0,14
45,74% 0,17
4272,58% -0,42
6910,88% 0,00
في كل عام، وتحديدًا في الرابع والعشرين من نيسان/أبريل، تُبث الروايات المكرّرة عن ما يُعرف بـ"الإبادة الأرمنية"، وتُمارَس ضغوط دولية لفرض الاعتراف بما تسوّقه بعض الجهات السياسية والتاريخية على أنه “جريمة ضد الإنسانية”
لكن خلف هذه السردية السطحية، تختبئ حقيقة دامغة وصادمة: ما جرى في شرق الأناضول عام 1915 لم يكن إبادة ضد الأرمن، بل صراعًا دمويًا بدأته ميليشيات أرمنية مدعومة من قبل قوى الهيمنه ، وراح ضحيته مئات الآلاف من المسلمين، من الأتراك والكُرد والعرب والجركس والتركمان ثمنًا باهظًا من دمائهم على يد العصابات الأرمنية المدعومة من القوى الاستعمارية، وعلى رأسها روسيا القيصرية وفرنسا وانكلترا
إن مسألة ما يسمى "مجازر الأرمن" على يد العثمانيين تثير جدلاً كبيراً في الأوساط التاريخية والسياسية، ولا تزال هذه القضية تلقي بظلالها على العلاقات بين تركيا وبعض الدول الغربية. ولطالما تم تكرار هذه المزاعم دون تقديم أدلة قاطعة، مما يعكس افتعالًا وتلاعبًا تاريخيًا تم تسويقه لأغراض سياسية معينة، خصوصًا من قبل روسيا. ومن هنا، يُطرح السؤال: هل ما يُزعم حول إبادة الأرمن هو حقيقة تاريخية أم مجرد أكذوبة نسجتها أطراف معادية لتركيا؟ والآن، مع محاولات إثارة مزاعم جديدة ضد العلويين في سوريا، يصبح من الضروري الرد على هذه الأكاذيب بشكل منصف ومدروس
ما الذي حدث في 1915؟
تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914
وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي.وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق امدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي
وسعيا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثلي الأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء "الإبادة الأرمنية" المزعومة، في كل عام
وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية. ومع أن الحكومة العثمانية، خططت لتوفير الاحتياجات الانسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة
وتؤكد الوثائق التاريخية، عدم تعمد الحكومة وقوع تلك الأحداث المأساوية، بل على العكس، لجأت إلى معاقبة المتورطين في انتهاكات ضد الأرمن أثناء تهجيرهم، وجرى إعدام المدانين بالضلوع في تلك المأساة الإنسانية، رغم عدم وضع الحرب أوزارها. وعقب انسحاب روسيا من الحرب جراء الثورة البلشفية عام 1917 تركت المنطقة للعصابات الأرمنية، التي حصلت على الأسلحة والعتاد الذي خلفه الجيش الروسي وراءه، واستخدمتها في احتلال العديد من التجمعات السكنية العثمانية
وبموجب معاهدة سيفر التي اضطرت الدولة العثمانية على توقيعها، تم فرض تأسيس دولة أرمنية شرقي الأناضول، إلا أن المعاهدة لم تدخل حيز التنفيذ، ما دفع الوحدات الأرمنية إلى إعادة احتلال شرقي الأناضول، وفي كانون الأول/ديسمبر 1920 جرى دحر تلك الوحدات، ورسم الحدود الحالية بين تركيا وأرمينيا لاحقًا، بموجب معاهدة غومرو، إلا أنه تعذر تطبيق المعاهدة بسبب كون أرمينيا جزءًا من روسيا في تلك الفترة، ومن ثم جرى قبول المواد الواردة في المعاهدة عبر معاهدة موسكو الموقعة 1921، واتفاقية قارص الموقعة مع أذربيجان وأرمينيا، وجورجيا، لكن أرمينيا أعلنت عدم اعترافها باتفاقية قارص، عقب استقلالها عن الاتحاد السوفييتي، عام 1991
أرقام موثقة.. وصمت دولي متواطئ
تؤكد الوثائق العثمانية أن العصابات الأرمنية ارتكبت مجازر بشعة في مناطق شرق الأناضول، حيث تشير إحدى الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد ضحايا هذه المجازر بلغ 701,109 مسلمًا، غالبيتهم من الكُرد، بين عامي 1914 و1921. ويُظهر الأرشيف العثماني (BOA) في إسطنبول أكثر من 2,100,000 وثيقة تاريخية تتعلق بجرائم الأرمن، يمكن الوصول إليها إلكترونيًا عبر موقع الأرشيف العثماني الرسمي، باستخدام كلمة ارمني
أما السفارة الأمريكية لدى الدولة العثمانية، فقد رصدت الأرقام من الطرفين. ففي رسالة وجهها السفير الأمريكي هنري مورغنثاو إلى الرئيس وودرو ويلسون عام 1919، جاء ما يلي
"عدد الأرمن القتلى الذين وثقتهم الدولة العثمانية بلغ 53,000، بينما عدد المسلمين القتلى على يد العصابات الأرمنية بلغ 516,000. عدد الأرمن الإجمالي في العالم لا يتجاوز 2 مليون، نصفهم فقط يعيشون ضمن الأراضي العثمانية"
(Henry Morgenthau Papers, Library of Congress, Box 59, Letter to Woodrow Wilson, 1919)
مجازر بلا رحمة.. طالت النساء والأطفال والشيوخ
الجرائم الأرمنية لم تكن مجرد عمليات عسكرية، بل كانت تطهيرًا عرقيًا موصوفًا بحق المسلمين. تتحدث الروايات العثمانية وشهادات الناجين عن بطون حوامل بُقرت، وثديي نساء قُطّعا، وأطفال ذُبحوا وهم بين أذرع أمهاتهم، فقط لأن آباءهم كانوا يقاتلون على جبهات البلقان أو القوقاز دفاعًا عن الدولة.حتى حلمات النساء، بحسب روايات الناجين، صُنعت منها مسابح كوسيلة للسخرية والاحتقار من الضحايا. كانت تلك العصابات لا تفرّق بين تركي أو كردي أو عربي أو جركسي أو تركماني؛ الكل كان مستهدفًا لأنهم مسلمون، ولأنهم أبناء تلك الأرض التي أرادت القوى الكبرى تفتيتها طائفيًا وعرقيًا
الكُرد.. الضحية التي نُسيت وتحوّل بعضها إلى بوق للمعتدي
في مشهد يُجسد قمة المفارقة، يقف اليوم بعض من الكرد—عن جهل أو تحت تأثير البروباغندا—ليبكوا على ضحايا ما يسمونه "الإبادة الأرمنية"، في حين أن أجدادهم كانوا أبرز الضحايا الحقيقيين لتلك الجرائم.كيف يُعقل أن يُنسى قتل مئات الآلاف من الكرد، أن تُنسى القرى المحروقة والمجازر الجماعية التي ارتُكبت في ديار بكر، وبدليس، ووان، وأرضروم؟ كيف انقلبت المعادلة ليصبح القاتل ضحية، والضحية قاتلًا؟
إن أغبى كردي—ولا نقول ذلك إلا توصيفًا لحالة نكران الذات والتاريخ—هو من ينسى ما جرى عام 1915، ويُصفق لرواية مزيفة كُتبت على طاولات المستعمرين الذين سعوا لإضعاف الجبهة الإسلامية في الأناضول عبر زرع الفتن العرقية والطائفية
من العبث اليوم أن يأتي بعضهم ليمسح دماء أجداده من الذاكرة، ويقدم الاعتذار للقاتل
الكرد.. الضحية المنسية في مسرحية “الإبادة
هل كُتب التاريخ على مقاس المستعمر؟
إن تحويل الأرمن إلى "ضحية مطلقة" لم يكن فعلًا بريئًا، بل كان جزءًا من هندسة استعمارية هدفها تمزيق الشرق الإسلامي، وخلق بؤر صراع دائم
فرنسا وروسيا دعمتا الميلشيات الأرمنية بالسلاح والتدريب، ودفعتاها للتمرد من داخل الأراضي العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، في خيانة موثقة.ثم جاءت قوى غربية بعد الحرب، لتغسل يد الأرمن من دماء المسلمين، وتحوّل الجلاد إلى ضحية، بحجة “الحق في تقرير المصير”
التاريخ لا يُكتب بالدموع.. بل بالوثائق
لقد آن الأوان لأن يُراجع العالم هذه الرواية المشوهة، بعيدًا عن النفاق السياسي والضغوط الإعلامية.ما جرى في 1915 كان مأساة كبرى، كان المسلمون هم من دفعوا الثمن الأكبر، بلا نُصب تذكارية، ولا اعتراف، ولا حتى اعتذار والأرمن لم يكونوا ضحايا فحسب، بل كانوا أيضًا جناة ومجرمون وشركاء مباشرين في واحدة من أبشع موجات العنف العرقي والجريمة والمجزرة المنظمة التي شهدها القرن العشرين بحق المسلمون الأبرياء .ليس المطلوب تبرير أخطاء الدولة العثمانية أو إنكار ما تعرض له أي طرف، لكن من غير المقبول أن تتحول الضحية الحقيقية إلى جلاد في كتب التاريخ، والعكس بالعكس
24 نيسان ليس يومًا لذكرى “إبادة الأرمن”، بل هو ذكرى بداية تزييف التاريخ، وسرقة دماء مئات الآلاف من الأبرياء من ذاكرة الشرق
هو ذكرى يجب أن تُستعاد فيها الحقيقة، لا أن يُكرّس فيها الكذب السياسي
كشف الحقائق: تفنيد مزاعم 'مذابح الأرمن' بناءً على الوثائق التاريخية
أولاً: مقدمة وتساؤلات منطقية
من المهم أن نطرح بعض الأسئلة المنطقية قبل الخوض في تفاصيل هذه القضية
هل كانت مزاعم "مذابح الأرمن" حديثة أم أنها قضية قديمة تم تكرارها؟
لماذا تم السكوت طيلة عقود عن الحديث عن هذه "المذابح"؟
أين كانت الإنسانية التي يدعيها بعض الحكام تجاه الأرمن في تلك الحقبة؟
وقائع تاريخية متجاهلة لم تستطع أي دولة أو جهة تدعم مزاعم "مذابح الأرمن" تقديم وثائق تاريخية أو أرشيفية تدعم هذه الادعاءات
تاريخياً، هناك دلائل على أن الأرمن في الدولة العثمانية تعاونوا مع الروس خلال الحرب العالمية الأولى، وشكلوا عصابات مسلحة ارتكبت مجازر ضد المدنيين في المناطق التي كانت تحت السيطرة العثمانية
استمرار وجود ملايين الأرمن في العديد من دول العالم اليوم يعد دليلاً قوياً على ضعف المزاعم التي تشير إلى وقوع إبادة جماعية ضدهم
تركيا في مواجهة الأكاذيب
بينما تحرز تركيا انتصارات وتحقق تقدماً في شتى المجالات، تعود بعض الأصوات لتسترجع أحداثًا مرت عليها عقود، متجاهلة حقائق تاريخية. هذه الأصوات تسعى إلى تشويه صورة تركيا الحديثة بتوجيه اتهامات زائفة حول أحداث الحرب العالمية الأولى، رغم أن الأطراف التي تدعي ارتكاب العثمانيين لمجازر بحق الأرمن، لم تكن هي ذاتها في موضع المسؤولية عن تلك الأحداث
الرد على الحملة التشويهية
تدعو تركيا بشكل دائم العالم والباحثين إلى الاطلاع على الأرشيف العثماني الذي يضم ملايين الوثائق التاريخية التي تكشف تورط بعض الأرمن في ارتكاب مجازر ضد رعايا الدولة العثمانية. وتؤكد أن الأرمن قد ساعدوا القوات الروسية في معاركهم ضد العثمانيين، مما دفع الحكومة العثمانية إلى اتخاذ قرار تهجير هؤلاء الأرمن لتجنب حدوث مجازر أوسع في حرب أهلية
ثانياً: محاور أساسية لفهم الصراع
لإلقاء الضوء على الصراع بين الأرمن والدولة العثمانية، نحتاج إلى دراسة عدة محاور تاريخية
المحور الأول: تُعدّ معاهدة "سان ستيفانو" (1878م) أولى المحطات التي تم فيها تدويل المسألة الأرمينية، حيث تم توقيع هذه المعاهدة عقب انتهاء الحرب الروسية التركية (1877-1878م). وقد ساهمت بنودها، لا سيما البندين 16 و61، في تدويل المسألة الأرمنية، التي لا تزال تُستخدم كأداة للضغط على تركيا حتى يومنا هذا
المحور الثاني: من المهم دراسة الفترة التي يزعم خلالها الأرمن تعرضهم للإبادة، والتي تمتد تقريباً من عام 1821م حتى 1922م. يشمل ذلك منطقة جغرافية واسعة كانت خاضعة للدولة العثمانية، من قفقاسيا إلى الأناضول والبلقان، بما في ذلك بلغاريا واليونان، حيث كان معظم السكان في تلك المناطق يعتنقون الإسلام. وبالرغم من قلة الدراسات الجادة في هذا المجال، توجد أعمال أكاديمية هامة مثل دراسة جستن مكارثي في كتابه "نفي وموت"، التي تطرقت إلى آثار الحرب العالمية الأولى على الهجرات التركية. وقد ترجم الكتاب إلى العربية في كتاب "الطرد والإبادة" من قبل دار قدمس للنشر. ورغم بعض الملاحظات النقدية التي قد تطال البحث، فإن قيمته الأكاديمية تظل كبيرة. ومن الجدير بالذكر أن مكارثي يشير إلى أن مجتمعات المسلمين في مناطق شاسعة، مثل البلقان والقفقاس، تم تدميرها أو تقليص أعدادها بشكل كبير. كما أن التعتيم على معاناة المسلمين في تلك الحقبة يُعدّ جانباً مهماً في السرد الغربي الذي يركز بشكل أحادي على ما يسمى "إبادة الأرمن"، متجاهلاً في الوقت ذاته مصير ملايين المسلمين الذين تم تهجيرهم وقتلهم على يد الروس والأرمن والبلغار وغيرهم في نفس الفترة الزمنية
المحور الثالث: يجب دراسة دور جماعة الاتحاد والترقي في سقوط الخلافة العثمانية عام 1908م، وإجبار السلطان عبد الحميد الثاني على الاعتزال. بالإضافة إلى ذلك، أدخلت التعديلات على الدستور العثماني فقرة تسمح للمواطنين العثمانيين بحمل السلاح، مما وفر غطاء قانونياً للأقليات من أجل جمع وتخزين الأسلحة واستخدامها في قتل المسلمين. ومن الأمثلة البارزة على ذلك هو العدوان الأرمني الذي بدأ في مدينة أطنة عام 1909م بقيادة أسقف مدينة أسفين المدعو موستش
المحور الرابع: دور السفراء والقناصل الغربيين والمبشرين البروتستانت الأمريكيين في تشويه الحقائق وتضليل الرأي العام يعد عنصراً أساسياً في هذه المسألة. حيث تم نشر تقارير مبالغ فيها عن قتلى الأرمن، مع تغافل واضح عن القتلى المسلمين، وفي بعض الحالات تم التلاعب بالحقائق بشكل متعمد. وكان القنصل الأمريكي المتعصب للأرمن أحد المصادر الرئيسية لهذه الأضاليل، كما كانت القنصلية الفرنسية وروسيا وغيرها من القوى الغربية أيضاً فاعلة في هذه الحملة الإعلامية
المحور الخامس: الدعاية الغربية التي سعت إلى تصوير المسلمين كهمج وبرابرة متوحشين، بينما تم تصوير الأرمن على أنهم ضحايا أبرياء وأفراد متسامحين وأذكياء، لعبت دوراً مهماً في تشكيل الرأي العام الغربي ضد الدولة العثمانية
المحور السادس: تتداخل عدة عوامل لتفسير المشاكل التي نشأت في مناطق نفوذ الدولة العثمانية في قفقاسيا والقرم والبلقان والأناضول، والتي أثرت بشكل كبير على مصير المسلمين في هذه المناطق. من أبرز هذه العوامل
ضعف الدولة العثمانية، التي أصبحت تعرف “بالرجل المريض”
التحريض على الوعي القومي المسيحي بين الطوائف غير المسلمة في الدولة العثمانية، حيث ساهمت القوى الكبرى في تحريض الطوائف مثل الأرمن والبلغار واليونانيين على التمرد.التوسع الاستعماري الروسي الذي كان يبتلع أراضي الدولة العثمانية شيئاً فشيئاً
وقد أشار روبير مانتران إلى أن الحركة القومية الأرمنية في نهاية القرن التاسع عشر كانت متأثرة بنموذج الاستقلال البلغاري الذي تحقق بدعم من القوى الأوروبية وبالأساليب العنيفة التي لجأت إليها المنظمات الثورية البلغارية. وقد أسهم هذا النموذج في تشكيل الأحزاب الثورية الأرمنية مثل "أرمينكان" و"الهينتشاق" و"الداشناق"، التي تأسست في أواخر القرن التاسع عشر
المحور السابع: من خلال هذه المحاور يمكننا أن نفهم الصراع الأرمني التركي بشكل أعمق، خصوصاً أن الغرب يواصل استخدام هذا الملف ضد تركيا الحديثة، رغم أن تركيا قد ابتعدت عن الإسلام منذ فترة طويلة واتبعت سياسة العلمنة على كافة المستويات من أجل إرضاء الغرب والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ولكن، رغم محاولات تركيا العلمنة، تظل هناك مخاوف في الغرب من قوة تركيا المتزايدة، ولا سيما تلك التي تنبع من عودة الشعور بالهوية الإسلامية في البلاد. القادة الأوروبيون يعتقدون أن الاتحاد الأوروبي، الذي يرون أنه ناد مسيحي، قد لا يقبل تركيا في عضويته بسهولة. وعلى الرغم من التحالف الاستراتيجي بين تركيا والولايات المتحدة، لا تزال هناك مخاوف أمريكية بشأن مصالحها طويلة الأمد، مما قد يؤدي في المستقبل إلى اتخاذ موقف مناهض لتركيا في ما يخص قضايا مثل "إبادة الأرمن"، واستخدام هذا الملف كوسيلة للضغط على تركيا عسكرياً واقتصادياً، إذا ما ابتعدت عن سياسات العلمنة في المستقبل.من خلال هذه المحاور، يتضح لنا أن الصراع الأرميني التركي لا يقتصر على كونه مجرد صراع تاريخي، بل هو جزء من لعبة جيوسياسية معقدة يستخدمها الغرب لابتزاز تركيا بشكل مستمر، وهو ما يعكس الصراع الدائم بين الهوية الإسلامية لتركيا والضغوط الغربية عليها
ثالثاً: ولاء الأرمن للروس وتمردهم على العثمانيين
كان للولاء الديني دور بارز في الصراع بين روسيا القيصرية والدولة العثمانية، حيث لم يكن مفهوم الجنسية قد ظهر بشكل واضح في تلك الفترة. وقد أشار مكارثي في كتابه إلى أن الأرمن في ظل الحكمين الروسي والعثماني كانوا يرون أنفسهم إخوة بغض النظر عن جنسياتهم، كما هو الحال مع المسلمين. حيث لم يكن مفهوم الجنسية، مقارنة بالانتماء الديني، قد ترسخ في أي من القفقاس أو شرقي الأناضول قبل عشرينيات القرن العشرين. في الشرق، كان المسلم القفقاسي يشعر بالقرب من المسلم الأناضولي أكثر من شعوره بالأرمني القفقاسي، تماماً كما كان الأرمني الأناضولي الشرقي ينتمي إلى الأرمن القفقاسيين، لا إلى المسلمين الأناضوليين. وقد أثبتت حروب القفقاس وشرقي الأناضول ذلك مراراً وتكراراً، حيث كان الانتماء الديني هو الرابط الرئيسي بينهم. إن مبدأ الولاء الديني ليس غريباً في تاريخ الأمم، لكن ما يثير الاستغراب هو إقصاء هذا المبدأ عند تحليل طبيعة الصراع عبر التاريخ.ولإثبات أهمية الولاء الديني، نلاحظ أن روسيا القيصرية كانت تضطهد الكنيسة الأرمينية، لكنها غيرت معاملتها لها في عهد بطرس الأكبر، حيث استعانت بالأرمن في حروبها التوسعية ضد الدولة العثمانية. وقد فهم الأرمن هذا التوجه على أنه انتماء مشترك لهم وللروس إلى الديانة المسيحية، وأن عدوهم المشترك هو الدولة العثمانية الإسلامية
ولقد تعامل الأرمن بنفس المنطق مع الفرنسيين، حيث شكلوا فيلقاً تابعاً للجيش الفرنسي في قليقلية، وكانوا يعتقدون أن الفرنسيين أيضاً إخوانهم في العقيدة، وأن عدوهم المشترك هو الدولة العثمانية.كما كان للمبشرين البروتستانت الأمريكيين دور بارز في تأجيج الصراع، وكانوا يرون في الأخوة الدينية رابطاً يجمعهم بالأرمن، مما ساهم في تغطية المجازر التي ارتكبها الأرمن ضد المسلمين. وهذا ليس تعصباً أو مبالغة في فهم طبيعة الصراع، فالشواهد التاريخية تؤكد ذلك، والواقع المعاصر يدعم هذا الرأي، كما هو الحال في مناطق الصراع المعروفة مثل فلسطين، العراق، كشمير، أفغانستان، بورما، تايلاند، البوسنة والهرسك، الجبل الأسود، الصومال، دارفور، بالإضافة إلى التضييق على المسلمين في الغرب. فهل كل ذلك مجرد مصادفة دون وجود علاقة للولاء الديني في هذه الصراعات والحروب الظالمة؟
أمثلة على ولاء الأرمن للروس وتمردهم على الدولة العثمانية
ذكر مكارثي في دراسته العديد من الشواهد التاريخية على ولاء الأرمن لروسيا، وفيما يلي أبرز هذه الشواهد
في عهد القيصر بطرس الأكبر، بدأ الأرمن يضعون آمالهم على روسيا، حيث قاموا بدعم الغزوات الروسية الأولى للقفقاس منذ حكم بطرس الأكبر، وكان الأرمن في القفقاس قد تعهدوا بالولاء للقياصرة الروس
في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، دعم الأرمن (رؤساء الكنائس، العلمانيون، وبقية طوائف الشعب) الغزو الروسي لولايات المسلمين في القفقاس وأطاحوا بحكامها المسلمين عمل الأرمن جواسيس لصالح الروس ضد حكامهم المسلمين، سواء العثمانيين أو الأرمن الذين كانوا رعايا الدولة الفارسية
خلال حصار مدينة دربند عام 1796م من قبل الروس، قام الأرمن بتزويدهم بمعلومات حول مصادر الإمداد المائي للمدينة، ما مكن الروس من هزيمة أهل خان دربند.صرح رئيس أساقفة أرمني (أرغوتنسكي - دولغوروكوف) في تسعينيات القرن الثامن عشر، بأمله وإيمانه بأن الروس سيحررون الأرمن من حكم المسلمين.في حروب أعوام 1827م إلى 1829م وحرب القرم، قاتل الأرمن الذين كانوا رعايا الإمبراطوريات الفارسية والعثمانية إلى جانب الروس ضد بلاد فارس والإمبراطورية العثمانية.أبدى الأرمن في الأناضول العثمانية ولاءهم للقضية الروسية من خلال عملهم جواسيس للروس.كان الأرمن يعبرون من الأناضول إلى الحدود الروسية ويقدمون تقارير عن تحركات القوات العثمانية في جميع حروب شرق الأناضول
في عام 1827م، ساعد الأرمن الأناضوليون الجيوش الروسية الغازية، وعندما انسحب الجيش الروسي، تبع آلاف الأرمن هذا الجيش خارج الأناضول
خلال حرب القرم، قدم الأرمن معلومات استخباراتية من مدينة قارص المحاصرة للروس.مهد المرشدون الأرمن من الأناضول العثمانية الطريق للغزاة الروس في عام 1877م.رحب أرمن وادي الشكرد بالجيوش الروسية الغازية في عام 1877م، وعندما انسحب الروس، غادر الأرمن معهم
في الحرب العالمية الأولى، كان الأرمن في الأناضول والقفقاس حلفاء للروس. وبدأت المتمردون الأرمن في الأناضول بالاعتماد على الروس في منتصف القرن التاسع عشر، كما في ثورة زيتون عام 1854م، حيث حاول الثوار الأرمن الحصول على مساعدات مالية من الروس لتعزيز دفاعاتهم ضد العثمانيين.في عام 1872م، طلب سكان أرمن وان من نائب الإمبراطور الروسي للقفقاس المساعدة ضد حكومتهم، مطالبين بأن يصبحوا من الرعايا الروس، وبدأوا في جمع الأسلحة
تواصلت الاتصالات بين الأرمن العثمانيين والإمبراطورية الروسية، ضمن أنشطة الجماعات الثورية الأرمنية، خصوصاً الطاشناق. وكان أرمينيا الروسية مركزاً لتجميع الأسلحة والتنظيم الثوري ضد العثمانيين.حول رئيس دير للراهبات (باغرات فاردابيت تافاكليان أو آكي) دير ديرك إلى مستودع أسلحة ونقطة تسلل للمتمردين الأرمن في الإمبراطورية العثمانية.استمر الأرمن والجورجيون، خصوصاً أولئك الذين كان لهم أقارب في إيران أو كانوا متورطين في أعمال هناك، في توفير معلومات مهمة للمسؤولين الروس، وكان لهم تأثير في القرارات الروسية.قدم المرشح المدعوم من الروس، دانييل، المعلومات للروس بعد أن تم تعيينه بطريركاً للكنيسة الأرمنية
في عام 1808م، كافأ القيصر ألكسندر دانييل برهبنة سان آن، تقديراً لخدماته في تقديم المعلومات للروس. وعلى مدى السنوات التالية، استمر الأرمن في إرسال رسائل تشجع الروس على الاستيلاء على المناطق التي كانت تحت حكم المسلمين
كانت علاقة المتمردين بالكنيسة الأرمينية قد سهلت نشاطاتهم، حيث تمكّن رجال الكنيسة من التنقل بسهولة بين الحدود وكانوا في كثير من الأحيان ينقلون الرسائل والتقارير والأموال للمتمردين. كما كانت بعض الأديرة والكنائس مستودعات للأسلحة المهربة إلى المتمردين نظراً لعدم خضوع هذه الكنائس للتفتيش الأمني.وبهذا استعرضنا أمثلة وشواهد على ولاء الأرمن للروس في فترات الحرب والسلم، مما ينسف الادعاءات الملفقة حول “إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين”
رابعاً: شهادة مدفونة في أضابير قسم الوثائق الأمريكية
تتمثل هذه الشهادة في تقرير أعدّه رجلان لم يكن لهما تعاطف مع العثمانيين المسلمين، بل كانا متعصبين للأرمن، وقد قدما إلى المنطقة محملين بمفاهيم مسبقة مفادها أن الأرمن شعب مستضعف قد تعرض لمجازر جماعية على يد المسلمين، وذلك استناداً إلى المعلومات التي وردت عبر وسائل الإعلام الغربية التي كانت مضللة في ذلك الوقت. من بين هؤلاء كان المبشرون البروتستانت الأمريكيون الذين لم يكونوا موثوقين تماماً كشهود على معاناة المسلمين، إذ كانوا بارعين في تدوين أعمال ضد الأرمن بتفاصيل دقيقة، ولكنهم لم يكونوا على نفس القدر من الجدية في توثيق أعمال العنف ضد المسلمين كما ذكر العديد من المؤرخين
أما عن هذين الشاهدين اللذين عادا إلى أميركا بوجه مغاير لما كان عليه عندما وصلا إلى شرق الأناضول، فهما النقيب إموري نيلز وآرثر سذرلاند، حيث أوكلت لهما الحكومة الأمريكية مهمة التحقيق في الوضع في شرقي الأناضول. وعند وصولهما إلى المنطقة وتجولهما في مختلف أرجائها، استمعا إلى شهادات من كلا الطرفين وفوجئا بحجم التزوير والتلفيق الذي ارتكبه الأرمن، كما صُعقا من حجم معاناة المسلمين والجرائم الفظيعة التي ارتكبها الأرمن ضدهم. ولما لم يتوافق تقريرهما مع الرؤية التي كانت تريدها الحكومة الأمريكية، تم استبعاده، ولكن فضل الله تعالى أنه لم يُتلف بل كان مخبأ في ملفات تتعلق بالحرب العالمية الأولى في شرقي الأناضول. وقد قام المؤرخ كارثي بنشر هذا التقرير عام 1994 ثم نشره مجدداً في كتابه المسلمون والأقليات، ثم أعاد نشره في كتابه الطرد والإبادة
أما عن محتوى تقرير نيلز وسذرلاند، فقد جاء فيه: "المنطقة الممتدة من (بتليس) عبر (وان) إلى (بايزيد) أُخبرنا بأن الضرر والتدمير في كل هذه المنطقة كان من فعل الأرمن الذين استمروا في احتلال البلد بعد انسحاب الروس، والذين دمروا كل شيء يخص المسلمين مع تقدم الجيش التركي. علاوة على ذلك، اتهم الأرمن بارتكاب أعمال قتل واغتصاب وإحراق عمد للممتلكات وأعمال وحشية رهيبة من جميع الأنواع ضد السكان الأصليين. في البداية كنا في شك من صحة تلك الروايات، لكننا توصلنا في النهاية إلى تصديقها، لأن الشهادات كانت بالإجماع، وتم تأكيدها بالأدلة المادية. على سبيل المثال، كانت الأحياء الوحيدة التي ظلت سليمة في مدينتي بتليس ووان هي الأحياء الأرمنية، كما كان جلياً من الكنائس والكتابات على البيوت، بينما كانت الأحياء المسلمة مدمرة بشكل كامل
ولا تزال القرى التي قيل إنها كانت أرمينية قائمة، بينما كانت القرى المسلمة مدمرة بالكامل." (مكارثي: الطرد والإبادة، ص 250) وفي تقريرهما أيضاً جاء: "إن الوضع العرقي في هذه المنطقة [بايزيد-أرضروم] كان متفاقماً بشدة بسبب قرب الجبهة الأرمنية التي كان اللاجئون منها يحملون روايات عن مجازر ووحشية وفظاعات ارتكبها الجيش الأرميني والشعب الأرميني ضد السكان المسلمين. وعلى الرغم من أن بضع مئات من الأرمن كانوا يعيشون فعلاً في إقليم (وان)، إلا أنه من المستحيل للأرمن العيش في المناطق الريفية لإقليم أرضروم، حيث يُظهر الجميع كراهية شديدة لهم. هنا أيضاً، قام الأرمن بتخريب القرى قبل انسحابهم وارتكبوا المجازر وأعمال الوحشية ضد المسلمين
وتُبقي أعمال الأرمن على الجانب الآخر من الجبهة الكراهية تجاههم حية في المنطقة." (مكارثي: ص 251) وقد قدّم نيلز وسذرلاند في تقريرهما إحصائية عن القرى والمنازل المسلمة التي نجت من ويلات الحرب في مدينتي (وان) و(بتليس) فقط، حيث ثبت أن الأرمن دمروا أكثر بيوت المسلمين ولم يبق أي أثر للمباني والمنشآت الدينية الإسلامية. كما هو موضح في الجدول التالي
الدمار في مدينة وان قبل وبعد حرب 1919
منازل المسلمين قبل الحرب: 3400، وبعد الحرب: 3
منازل الأرمن قبل الحرب: 3100، وبعد الحرب: 1170
مدينة بتليس قبل وبعد حرب 1919
منازل المسلمين قبل الحرب: 6500، وبعد الحرب: لا شيء
منازل الأرمن قبل الحرب: 1500، وبعد الحرب: 1000
أما عن القرى في إقليم وان وسنجق وبايزيد قبل الحرب وبعد الاحتلال الأرمني، فقد جاء في إحصائية نيلز وسذرلاند: أن تعداد منازل المسلمين قبل الحرب في قرى إقليم وان كان (1373) منزلاً وانخفض بعد الحرب في عام 1919م إلى 350 منزلاً، بينما كانت منازل الأرمن 112 منزلاً قبل الحرب فزادت بعد الحرب إلى 200 منزلاً. وفي إقليم بايزيد، كان عدد منازل المسلمين قبل الحرب 448 منزلاً، ليصبح بعد الحرب في عام 1919م 243 منزلاً، بينما كانت منازل الأرمن قبل الحرب 33 منزلاً وظلت كما هي بعد الحرب.وقد لخص نيلز وسذرلاند تاريخ مسلمي شرق الأناضول بدقة في ختام تقريرهما، حيث أشارا إلى أن الأرمن ارتكبوا ضد الأتراك في المنطقة التي اجتازاها كل أنواع الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الأتراك ضد الأرمن في مناطق أخرى. "في البداية كنا نشك في صحة الروايات التي أخبرنا بها، لكن إجماع الشهود والشهادات العاطفية التي نقلوها لنا حول الجرائم التي ارتكبها الأرمن ضدهم، والدليل المادي على الأرض، جعلنا نقتنع بصحة الحقائق.
أولاً، إن الأرمن قتلوا مسلمين على نطاق واسع وبأساليب وحشية، وثانياً، إنهم مسؤولون عن أكبر قدر من التدمير للمدن والقرى. في عامي 1915 و1916، عندما احتل الروس والأرمن البلاد، كانت الفوضى محدودة، لكن في عام 1917، عندما انحل الجيش الروسي، ترك الأرمن البلاد نهباً. تدمير ممتلكات المسلمين وارتكاب المجازر الوحشية ضدهم كان على نطاق واسع." (مكارثي: ص 253، ص 254) وتشير هذه الشهادة إلى المجازر التي ارتكبها الأرمن ضد المسلمين خلال الحرب العالمية الأولى في الفترة بين 1914 و1918 في إقليمي (وان) و(بتليس) في شرق الأناضول.
وفيما يتعلق بنقصان عدد السكان المسلمين في الأقاليم العثمانية الشرقية مجتمعة مثل أرضروم وبتليس وديار بكر ومعمورة العزيز وسيواس وحلب وأطنة وطرابزون بين عامي 1912 و1922، نجد أن أكثر من 62% من مسلمي إقليم (وان) قد فقدوا، بينما فقد 42% من مسلمي بتليس، و31% من مسلمي أرضروم، وأكثر من 60% من مسلمي القفقاس.أما في أقاليم غربي الأناضول مثل آيدين، وخداوندكار، وبيغا، وإذميد، فقد قام الحلفاء بطرد اللاجئين الأتراك من البلقان ومنحوا ممتلكاتهم لليونانيين، تاركين إياهم دون مأوى. وقد كانت هذه العملية بمثابة أكبر سرقة جماعية علنية في التاريخ! هذه الأحداث كانت جزءاً من جريمة قتل عمد جماعي ضد المسلمين في القفقاس والأناضول والبلقان، وذلك بتواطؤ القوى الاستعمارية في تلك الحقبة ضد الخلافة العثمانية التي ظلت تحكم العالم لستة قرون
خامساً: صفوة قول الحقائق
وبناءً على ذلك، يتضح بجلاء هشاشة هذه الفرية (إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين) التي يرددها الأرمن ومن يساندهم! فقد قُتل ملايين المسلمين على أيدي الأرمن والروس واليونان والبلغار والصرب وغيرهم من القوى المعادية للدولة العثمانية، التي كانت تمثل منارة للأمن والعدالة لجميع الطوائف في ظل حكمها. ومع ذلك، لم يطالب أحد بمعاقبة الجناة الذين ارتكبوا تلك المجازر! بينما يتم تصوير المسلمين الذين كانوا ضحايا لتلك الجرائم على أنهم الجناة المتوحشون
المشكلة الحقيقة في هذه الأنظمة المنتسبة إلى العالم الإسلامي في عدم مطالبتها ولو على استحياء بمعاقبة مرتكبي الجرائم المتكررة في حق المسلمين في القفقاس والشيشان التي انقرض سكانها! والشعوب التي أبيدت في البلقان والمقابر الجماعية في البوسنة والهرسك! وأكثر من ملوني مسلم في العراق لوحدها! واختفاء قرى ومدائن كاملة في أفغانستان خلال العدوان البربري من البريطانيين والروس والأمريكان والحبل على الجرار
هذه الأنظمة الجاثمة على أنفاس أمتنا لم تتخذ قراراً صائباً في حياتها لإنصاف شعوبها والمطالبة الجدية من الفرنسيس والإنجليز والأسبان والطليان والهولنديين والروس والأمريكان بتعويض ملايين الضحايا في الجزائر والمغرب وليبيا وتونس ومصر وإندونيسيا وماليزيا وكشمير وتايلاند والصومال والسودان
لقد نكأ الأرمن جراحاً لم تلتئم بعد! وجددوا أحزاناً لم تهدأ بعد! وأثاروا شجوناً لن تهدأ حتى تُعوض أجنة المسلمين في رحم المستقبل! إن العالم الغربي مدين بالاعتذار الصريح للمسلمين والتعويض اللائق جراء الجرائم التي ارتكبها في الحروب الصليبية قديماً وحديثاً ! نعم مطالب بالاعتذار والتعويض عن الإبادات الجماعية للمسلمين خلال عدة قرون!أما أن نستجديهم ونسترحمهم في كل قضية ملفقة يثيرونها ونظل هكذا ندافع ونقدم قرابين الذل والهوان على عتبات مجلس الأمن والاتحاد الأوربي.. فهذا الهلاك بعينه! وخير لهذه الأمة أن تبتلعها الأرض من أن تعيش في ذل وانكسار!!
العيب في فينا كأمة رضيت بالدنية فصفقت لجلاديها ولم تطالب بمعاقبة قاتليها
أقارب ضحايا مجازر نفذها الأرمن يروون شهاداتهم
طالب عدد من أهالي ولاية أرضروم، شمال شرق تركيا، الذين لم ينسوا المجازر التي ارتكبت بحق أقاربهم قبل قرن على أيدي العصابات الأرمنية، البرلمان الأوروبي، وبابا الفاتيكان، بزيارة المناطق التي شهدت تلك المجازر، ومعاينة الحقائق على أرض الواقع.فما زال أقارب الأتراك الذي قُتلوا تحت التعذيب على أيدي العصابات الأرمنية بين عامي 1906 و 1922، في أرضروم، غير قادرين على نسيان تلك الذكريات الأليمة، بعد كل هذه السنين
الأناضول زارت تلك العائلات، المكلومة، والتقت أحفاد وأقارب شهداء تلك المجازر، منهم "عائشة جليك"، إحدى سكان حي "تبه كوي" في أرضروم، التي قالت لمراسلنا: إن الأرمن قتلوا النساء والرجال من أهالي قريتهم، وأن كل شبر في القرية يضم آثارًا للمجازر التي ارتكتب فيها، مضيفةً أن والدة زوجها تعرضت إلى ظلم الأرمن، وكانت صغيرةً عندما قام الأرمن آنذاك بجمع كافة النساء، ووضعهن في حظيرة، ثم أشعلوا النيران في الحظيرة بمن فيها، وأضافت “أن عمة حماتها أقدمت على رمي الحماة خارج الحظيرة بهدف إنقاذها، ما تسبب في فقدانها إحدى عينيها، وتعرضها لجروح في بطنها وفخذيها، وتم إخراج رصاصة من جسدها، فكانت الوحيدة التي نجت من بين نساء القرية، بعد قيامهم بإحراق كبار السن والصغار”
وذكرت جليك أن غالبية الرجال كانوا في جبهات القتال، لحظة تنفيذ المجزرة
واكملت جليك روايتها لمراسلنا قائلة : " ذهب أجدادي إلى جبهات القتال، فقامت عصابات الأرمن بجمع الأطفال، وكذبوا عليهم قائلين: سنعطيكم درساً،فأخذوهم وقتلوهم جميعاً"، مضيفة “ لم استطع أن أمسح من ذاكرتي ما سمعته عن والدة زوجي، الناجية الوحيدة، فنحن نعيش حتى الآن ذكرى تلك المآسي، حيث أننا قدمنا الكثير من الشهداء جراء المجازر التي ارتكبها الأرمن، في كافة القرى”
من جانبه، نفى نجم الدين قره جاويش ( 78 عاماً)، أحد سكان القرية، أن يكون أجداده قد ارتكبوا مجزرة، مضيفاً “ كان أجدادنا أًناس يتميزون بأخلاقهم كمسلمين، فالأرمن هم من ارتكب المجازر، وهذه الجبال تشهد على ذلك”
وذكر قره جاويش أن الأرمن أحرقوا جميع سكان القرى المحيطة، الذين جلبوهم بحجة توزيع مساعدات لهم، متابعاً أن “الأرمن هم من قتلوا جدي، إذ كان والدي في جبهة القتال، فالأرمن يعملون دائماً على خداع العالم، ولم نرتكب أي مجزرة، كما أن الحفريات التي أجريت في قريتنا، تثبت ذلك”
أمّا، عمر آقيوز (65 عاماً)، فأكد أن الأرمن الذي بقوا في المنطقة بعد انسحاب روسيا، هم من أحرق أجدادهم، قائلاً “ قاموا بطعنهم بالحراب، وحرقهم، فهذا المكان الذي جمعوا فيه الأطفال الذكور وأحرقوهم فيه كان يستخدم كحظيرة، إذ قتلوا هنا أكثر من مئة شخص، فقد تم إخراج 80 جمجمة من هنا، كما أن جميع قرى المنطقة شهدت مجازر مماثلة، حيث أنهم أحرقوا المسنين والأطفال
والنساء، كون الرجال والشبان كانوا في جبهات القتال”
بدوره، ذكر محمد قراش (88 عاماً)، أن الأرمن قتلوا 450 شخصاً من أبناء القرى في منطقتهم، لافتاً أنهم قاموا بجمع النساء والأطفال بمكان وكبار السن بمكان آخر، وفتحوا النيران عليهم ومن ثم أحرقوهم، كونهم كانوا عزّلاً بلا سلاح، مشدداً على أن الأرمن يعملون على خداع العالم، وكيل الأكاذيب. وأردف قائلأً “ لم يقم المسلمون بقتل الأرمن أبداً، فأجدادنا هم الضحية، فالأرمن قتلوا هنا 450 شخصاً ولم يكتفوا بذلك حيث قاموا بإحراقهم، وسرقوا مقتنياتهم الثمينة”
من جهتها روت فاطمة قراش (85 عاماً)، شهادتها كما سمعتها من أقاربها حول المجزرة قائلة " إن الأرمن جاءوا إلى القرية وعاشوا فيها كأخوة، وكان الروس يقولون قبل انسحابهم من المنطقة "إن الأرمن المسلحين سيقتلونكم"، ولكن أهلنا قالوا "نحن أخوة، ولن يقوموا بذلك"، لكن مع كل أسف، وبعد انسحاب الروس، قام الأرمن بقتل النساء وكبار السن في المنطقة، ما اضطر سكان بعض القرى الأخرى إلى الهروب إلى ولايات أخرى"
من جهته، أوضح عزالدين ألطاش، (72 عاماً)، أن الأرمن جمعوا الذكور والإناث بشكل متفرق، وطعنوهم بالحراب، وأحرقوهم، مؤكداً أن الحفريات التي أجريت في قراهم، تثبت المجازر التي ارتبكها الأرمن آنذاك، مضيفاً أنه " تم استخراج 278 جمجمة".وتابع ألطاش أن الأرمن " جمعوا النساء في إحدى حظائر قريتهم، وقاموا بقتلهم بواسطة الحراب، فيما أحرقوا الذكور وهم أحياء، أمّا النساء الحوامل فعلقوهن من أرجلهن، ودخل الأرمن القتلة في رهان بينهم فيمن سيعرف جنس الجنين، ومن بعدها قاموا ببقر بطون النساء وهن أحياء ليعرفوا الجواب، وتحديد جنس الجنين"؟
وشدد ألطاش أن مزاعم الأرمن حول الإبادة مجرد افتراءات، لأن ارتكاب المجازر لا يليق بالدين الإسلامي وبالشعب التركي، مؤكداً عدم وجود أي قبر لشخص أرمني في المنطقة، فجميع الحفريات أثبتت أن البقايا هي لمسلمين أتراك"
وكان بابا الفاتيكان "فرانسيس"، وصف أحداث 1915 بأنها كانت "أول تطهير عرقي في القرن العشرين وقعت على الأرمن"، خلال ترأسه في 13 نيسان/ أبريل الجاري، قداسًا خاصًا في كاتدرائية القديس بطرس، بمشاركة الرئيس الأرميني "سيرج ساركسيان"، إحياءً لما يسمى بـ "ذكرى ضحايا الأرمن" الذين فقدوا حياتهم عام 1915
ومن جهته، أصدر البرلمان الأوروبي، قرارًا اعترف بموجبه بالرواية الأرمينية بشأن أحداث عام 1915، وذلك بالتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتلك الأحداث
هناك أسئلة منطقية
هل ما يُزعم عن ارتكاب العثمانيين مجازر بحق الأرمن هو أمر حديث ونتيجة لوقائع السنوات القليلة الماضية؟
لماذا بقيتم صامتين لعقود طويلة دون الحديث عن ما يسمى "مذابح الأرمن"؟
أين كانت إنسانيتكم "المزعومة" من الدفاع عن الأرمن، سواء من الحكام أو الأفراد؟
الحقيقة الثابتة
الدول والجهات التي تدعم مزاعم "مذابح الأرمن" لم تتمكن حتى اليوم من إثبات تلك المزاعم بواسطة وثائق أرشيفية
من الثابت تاريخياً أن رعايا الدولة العثمانية من الأرمن وقفوا بطرق مختلفة ضد دولتهم وساندوا الروس في حربهم ضدها، كما قاموا بتشكيل "عصابات" ارتكبت مجازر ضد مدنيين من سكان مناطق الأناضول الخاضعين لسلطة الدولة العثمانية.وجود ملايين من الأرمن يعيشون حتى اليوم في العديد من دول العالم يؤكد بشكل قاطع ضعف الحجة التي يدعي أصحابها بأن الدولة العثمانية ارتكبت “مذابح وجرائم إبادة ضد الأرمن”
ومع كل انتصار تحققه تركيا، وتقدم جديد تبلغه، تتعالى الأصوات هنا وهناك لتنبش في الماضي وتحاول إعادة إحياء قضايا "شبه منسية" مضت عليها قرابة قرن من الزمان وأكثر.فعلى الرغم من أن الفاعل "المفترض" لم يعد هو نفسه اليوم، وأن الموجودين اليوم لا يقرون أو يؤيدون ما حدث في تلك الحقبة الزمنية الغابرة خلال سنوات الحرب العالمية الأولى، حيث استرجع العالم معاناة لم يسلم منها أحد من ملايين البشر من مختلف الأعراق والأديان، إلا أن هناك أصواتًا تحاول القفز على حقائق التاريخ.هناك جهات تسعى لاصطفاف الحقيقة والخيال في صراع سياسي يرمي إلى إساءة التشويه لتركيا وقيادتها، مستهدفة بذلك تحريف الواقع وإثارة الخلافات من خلال اختلاق وقائع لا صلة لها بالحقيقة، بل هي مجرد تصورات كتّابها والجهات التي تمولهم
قبل الرد على تلك الحملات، يطرح السؤال على أولئك الذين يتصدرون حملة التشويه والإساءة إلى تركيا: إذا كانت الجرائم المنسوبة للعثمانيين بحق الأرمن حقيقية، فلماذا سكتتم طوال هذه العقود عن إبراز قضية "مذابح الأرمن"؟ هل كانت إنسانيتكم تجاه الأرمن غائبة طوال هذه الفترة؟
وفي سبيل الرد على هذه الحملة الواسعة التي تهدف إلى تقديم صورة مشوهة للرأي العام العربي والعالمي عن "مذابح الأرمن"، نقدم الحقائق التالية من خلال مرصد تفنيد الأكاذيب
خلال الحرب العالمية الأولى، وفي سنة 1915 تحديدًا، كانت الدولة العثمانية تخوض حربًا. وثبت تاريخياً أن رعايا الدولة العثمانية من الأرمن وقفوا ضد دولتهم بطرق شتى، وساندوا الروس في حربهم ضدها.قام الأرمن بتشكيل مجموعات مسلحة "عصابات" ارتكبت مجازر موثقة تاريخياً ضد سكان المناطق الخاضعة لسلطة الدولة العثمانية، حيث اكتفت الدولة العثمانية باتخاذ قرار تهجير أفراد تلك العصابات لتفادي وقوع مجازر أكبر نتيجة لحرب أهلية محتملة بين الأرمن الذين اصطفوا إلى جانب روسيا، وبين سكان الدولة العثمانية من المسلمين وغيرهم الذين كانوا يوالون دولتهم.إن وجود الملايين من الأرمن الذين يعيشون اليوم في دول أوروبية وإفريقية وفي الولايات المتحدة والقوقاز وغيرها من الدول، يؤكد بشكل قاطع ضعف الحجة التي يسوقها البعض بأن الدولة العثمانية ارتكبت "مذابح وجرائم إبادة ضد الأرمن" والتي يُقال إنها أسفرت عن مقتل نحو مليوني شخص
تجدر الإشارة إلى حقيقة مؤلمة في العالم المعاصر، وهي سياسة الكيل بمكيالين؛ حيث يتم التركيز على مزاعم "إبادة الأرمن"، في الوقت الذي يسود فيه صمت مطبق عن مجازر تاريخية أخرى لا تقبل الشك، مثل الإبادة التي تعرض لها ملايين العرب والمسلمين من قبل الدول الاستعمارية مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا.دعت تركيا دول العالم والباحثين الأكاديميين إلى زيارة مكتباتها الوطنية للاطلاع على أرشيفها التاريخي، الذي يحتوي على أكثر من مليون وثيقة تتعلق بقضية الأرمن. هذه الوثائق تثبت تورط الأرمن في ارتكاب مجازر ضد رعايا الدولة العثمانية في منطقة الأناضول
من الحقائق التي يتجاهلها المغرضون، أن الأرمن كانوا يتحركون بدافع إقامة دولة أرمنية مستقلة، أي التمرد على الدولة العثمانية في ذلك الوقت، حيث تعاونوا مع الروس ضد دولتهم في منطقة تواجدهم شرق الأناضول. تم ذلك عبر متطوعين أرمن ومنشقين عن الجيش العثماني، الذين شكلوا وحدات عسكرية تعرف بـ “عصابات الأرمن”
وفقًا للوثائق التاريخية، قامت هذه الوحدات العسكرية أو "عصابات الأرمن" بتعطيل طرق الإمداد لقوات الجيش العثماني، بالتعاون مع القوات الروسية
بعد قيام الثورة البلشفية عام 1917، وانسحاب القوات الروسية من الحرب، أخلت روسيا مناطق سيطرتها وسلمتها إلى عصابات الأرمن مع كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات الروسية التي استخدمها الأرمن في ارتكاب مجازر ضد المدنيين العثمانيين
تم توثيق الأرشيف العثماني لمقتل حوالي 47 ألف شخص، قتلوا في مجازر ارتكبتها العصابات الأرمنية في مدينة قارص أوائل القرن العشرين. كما تم جمع العصابات الأرمنية 286 شخصًا من الوجهاء في المسجد الكبير وسكبوا على أجسادهم الزيت المغلي.كما اكتشفت في قرية سوباط عام 1991م مقبرة جماعية تضم 570 شخصًا من العثمانيين الذين ماتوا حرقًا وتم التمثيل بجثثهم، واكتشفت مقبرة جماعية أخرى في درجيك عام 2003م، وثالثة في "كوتشوك تشاتمه"، حيث تم العثور على رفات 30 شخصًا من بين 183 قتلوا في نفس المكان
وفقًا لوثيقة أرشيفية، هناك 185 مقبرة جماعية في مناطق شرق وجنوب شرقي الأناضول. كما أن العصابات الأرمنية قتلت 50 ألف مسلم في أرضروم، و15 ألفًا في "وان"، و17 ألفًا في "قارص"، و15 ألفًا في "إغدير"، و13 ألفًا في "أرزنجان"، وآلاف آخرين في مناطق أخرى
من المعروف أن جمعيتي "الهانشاك" و"الطاشناق" التابعتين للأرمن، قامتا بأعمال إرهابية شملت تفجيرات في إسطنبول ومحاولة فاشلة لاغتيال السلطان العثماني
على الرغم من أن السلطات العثمانية خططت لتوفير الاحتياجات الإنسانية للمهجرين، إلا أن ظروف الحرب والاقتتال الداخلي، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة، تسببت في وفاة عدد كبير منهم.من المؤكد أن انتهاكات فردية ضد الأرمن قد حدثت، وقامت الحكومة العثمانية بإعدام المتورطين فيها رغم أن الحرب كانت مستمرة ولم تنتهِ بعد
في الحقيقة
تركيا لا تخشى من مواجهة هذه المزاعم. فقد عرضت القيادة التركية أمام أرمينيا ودول العالم أن تفتح أرشيفها العثماني الذي يحتوي على مليون وثيقة يمكن الاطلاع عليها للتحقق من الحقيقة.في الوقت ذاته، تطالب تركيا الأرمن بتقديم الوثائق التي تثبت تورط الأتراك في ارتكاب جرائم إبادة، وهو ما لم يتمكن الأرمن من تقديمه حتى الآن، مما يعزز الثقة لدى الشعب التركي في قيادته ولدى الشعوب المحبة لتركيا أيضًا
وتجدر الإشارة إلى أن تركيا ترفض الاتهامات الغربية المتكررة لها بممارسة الإبادة، وتطالب بإجراء أبحاث موضوعية حول أحداث 1915 تعتمد على الباحثين المختصين والوثائق والأرشيفات
الحاجة إلى ذاكرة عادلة والتفهم المتبادل
وتطالب أرمينيا واللوبيات الأرمنية في أنحاء العالم بشكل عام، تركيا بالاعتراف بأن ما جرى خلال عملية التهجير على أنه "إبادة جماعية"، وبالتالي دفع تعويضات.وبحسب اتفاقية 1948، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، فإن مصطلح الإبادة الجماعية، يعني التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية
وتؤكد تركيا عدم إمكانية اطلاق صفة الإبادة العرقية على أحداث 1915، بل تصفها بـ"المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور "الذاكرة العادلة" الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الطرف الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى كل طرف
كما تقترح تركيا القيام بأبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمنية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراك وأرمن، وخبراء دوليين
في الختام، يمكن القول إن الأرمن والأتراك قد ماتوا نتيجة الحرب العالمية الأولى، وإن عدد القتلى بلغ مئات الآلاف كما هو الحال مع معظم الضحايا في تلك الحرب.ويبقى التأكيد على أن الدول والجهات التي تدعم مزاعم "مذابح الأرمن" قد فشلت حتى الآن في تقديم ما يثبت تلك المزاعم من خلال الوثائق الأرشيفية
المصادر
مصادر تركية وعثمانية
الأرشيف العثماني: الأرشيف العثماني في تركيا هو مصدر رئيسي للوثائق التي توثق أحداث الحرب العالمية الأولى، ومنها الوثائق التي تتعلق بالسياسات العثمانية تجاه الأرمن. هذه الوثائق تتضمن تقارير حكومية، رسائل دبلوماسية، وأوامر رسمية تشير إلى الوضع الأمني والإنساني خلال تلك الفترة. تتضمن الأرشيفات معلومات حول تهجير الأرمن والمشكلات التي واجهها العثمانيون خلال الحرب
كتب جستن مكارثي
"Nations and Nationalism: The Tragedy of the Armenian Genocide" (دراسة أكاديمية لدراسة القضايا المتعلقة بالعلاقة بين العثمانيين والأرمن خلال الحرب العالمية الأولى).
"The Turks and the Armenians": في هذا الكتاب، يقدم مكارثي تحليلًا شاملاً للأحداث السياسية والاجتماعية التي أدت إلى النزاع بين الأرمن والدولة العثمانية. يعتمد في دراساته على الأرشيفات العثمانية التي توضح السياق العسكري والسياسي لتلك الفترة.
أبحاث الدكتور باكير ألبير: ألبير، المؤرخ التركي البارز، يسلط الضوء في أعماله على التحديات التي واجهها الأرمن في الإمبراطورية العثمانية في فترات الحرب. وفي دراساته، يشير إلى تحالفات الأرمن مع القوى الروسية والأنشطة التخريبية التي قاموا بها خلال تلك الفترة.
مذكرات السفير العثماني في باريس، بهاء الدين جيب: أرسل جيب تقارير إلى حكومة إسطنبول تُوثق محاولات القوى الأوروبية التأثير على القضية الأرمينية واستغلالها سياسيًا ضد الدولة العثمانية. هذه الوثائق تعتبر مهمة لفهم كيف استخدم الغرب قضية الأرمن كأداة للتأثير على سياسة الدولة العثمانية.
مقالات في مجلة "جورنال أوف ذا عثمانيك إيكونومي": المجلة تعرض دراسات اقتصادية واجتماعية من منظور تاريخي، مما يعكس كيفية تعامل الدولة العثمانية مع الأرمن خلال فترة الحرب. المقالات تركز على آثار تحركات الأرمن خلال الحرب وأثر تعاونهم مع القوات الروسية.
مذكرات ديميتريوس، قنصل الإمبراطورية العثمانية في مصر: يذكر ديميتريوس في مذكراته تفاصيل عن استجابة الحكومة العثمانية للأوضاع الأمنية وتحديداً فيما يتعلق بالأرمن الذين تعاونوا مع الروس في قتال العثمانيين. يسلط الضوء على تحركات الأرمن العسكرية وأسباب الإجراءات الحكومية.
الوثائق العسكرية في الأرشيف التركي: الأرشيفات العسكرية تحتوي على تقارير من القادة العسكريين العثمانيين حول ردود فعل الجيش العثماني تجاه العصابات الأرمينية المتمردة. هذه الوثائق تقدم شرحًا عمليًا عن الصراع العسكري بين العثمانيين والأرمن خلال الحرب.
تقارير قناصل الدول الأوروبية في الإمبراطورية العثمانية
الوثائق القنصلية البريطانية والفرنسية: مع أنها تميل أحيانًا إلى تصوير الوضع بشكل درامي، إلا أن هذه الوثائق تقدم سردًا حيًا لما كان يحدث في تركيا العثمانية، بما في ذلك التعاون بين الأرمن وروسيا في الحروب.
تقارير القنصل الروسي في إسطنبول: توفر رؤية عن سياسات روسيا تجاه الأرمن في ظل الحروب الدائرة مع الدولة العثمانية.
أبحاث تاريخية في تركيا عن المجازر ضد المسلمين
"الطرد والإبادة" (Deportation and Extermination) - جستن مكارثي: يقدم الكتاب نقدًا للغربيين بشأن فشلهم في تسليط الضوء على المعاناة التي تعرض لها المسلمون على يد القوات الروسية والأرمن خلال فترات الحرب، مثل الحروب بين روسيا والعثمانيين.
أبحاث عن الدور العسكري للأرمن في الحروب العثمانية الروسية
خلال حرب 1827-1829 بين روسيا والدولة العثمانية، كان الأرمن جزءًا من التحالف الروسي ضد العثمانيين، وهو ما يعكس تواطؤًا مع الأعداء التقليديين للإمبراطورية العثمانية.
الأرشيف العثماني: يحتوي على أكثر من مليون وثيقة تاريخية حول قضية الأرمن.
تقارير تاريخية وفحص الأكاديميين للوثائق المتعلقة بجرائم "عصابات الأرمن" ضد المدنيين العثمانيين.
دراسات موثقة عن الأحداث التي وقعت في مناطق شرق الأناضول خلال الحرب العالمية الأولى.
تقارير من العلماء المختصين في التاريخ العثماني والمذابح المرتبطة بالحرب العالمية الأولى.
وثائق الحكومة التركية المتعلقة بالإبادة الجماعية، بما في ذلك المقابر الجماعية والأحداث في المناطق المتأثرة.
تقارير وابحاث وكالة الاناضول التركية.
موقع ترك برس …أقارب ضحايا مجازر نفذها الأرمن يروون شهاداتهم .
McCarthy, J. (1995). Death and Exile: The Ethnic Cleansing of Ottoman Muslims. Princeton University Press.
McCarthy, J. (2011). The Turks of the Balkans: From the Ottoman Empire to Modern Times. Princeton University Press.
Shaw, S. J. (1976). History of the Ottoman Empire and Modern Turkey. Cambridge University Press.
McCarthy, J. (1983). Armenians in the Ottoman Empire: Their History and Role in the Collapse of the Empire. Routledge.
McCarthy, J. (1995). Muslims and Minorities: The Ottoman Empire and the Greeks, Armenians, and Jews. Oxford University Press.
الدكتور مختار فاتح بي ديلي
#depremoldu #Hatayspor #EsilayıSerbestBırakın #ankaradaişkencevar #Celal Şengöz #SONDAKİKA #Kadın #artçı #KISLASIZ BEDELLİ ASKERLİK #BJKvHTY #Hayırlı Cumalar #Tranzonspo U19 #Bülent Uygun #Ermeni #Mansur Yavaş #UEFA Gençlik Ligi'nde #Rafa Silva #Polis #Şener #Naci #Mahmut Tanal #Tam Sigorta Yapılacak #İmamoğlu #Bizde #Murat Kurum #Tam Sigorta Yapılacak