10112,80%0,07
35,63% -0,04
37,22% 0,25
3158,47% -0,02
5030,41% -0,57
التركمان نحن هنا، أبناء هذا الوطن، لا نريد شيئًا سوى العدالة والاعتراف بدورنا، فالجميع شركاء في بناء سوريا الموحدة، الحرة، والعادلة.
الدكتور مختار فاتح بد ديلي
تصريحات وزير الخارجية السوري، السيد أسعد الشيباني، التي أشاد فيها بدور الأكراد في إثراء تنوع المجتمع السوري، أثارت تساؤلات مشروعة حول غياب ذكر التركمان، وهم مكون أصيل وأساسي من النسيج السوري. التركمان، الذين لعبوا دورًا حيويًا في تاريخ سوريا السياسي والاجتماعي والثقافي، يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان خارج الخطاب الرسمي، مما يثير مشاعر القلق والاستياء لدى أبناء هذا المكون الوطني.
تصريح الوزير الذي ركز على الأكراد قد يُفهم كجزء من محاولات الحكومة السورية لفتح صفحة جديدة مع مكونات تعرضت للظلم والتهميش. ومع ذلك، فإن التركيز على مكون واحد فقط دون الإشارة إلى باقي المكونات، مثل التركمان والشركس وغيرهم، يعكس خللاً في الخطاب الوطني، ويبعث برسالة خاطئة حول التمثيل المتساوي لجميع السوريين.
التركمان: إسمنت الوطن السوري
التاريخ السوري يشهد على الأدوار المهمة التي لعبها التركمان في بناء الدولة السورية وحمايتها. من خلال وجودهم في مختلف أنحاء البلاد، من حلب إلى حمص ودمشق وحتى الساحل السوري، كان التركمان دائمًا في طليعة القوى التي ناضلت من أجل استقلال سوريا ووحدتها، ورفضت كل أشكال التقسيم أو الانفصال.
ورغم أن التركمان لم يطالبوا يومًا بحكم ذاتي أو تقسيم سوريا، كما فعلت بعض الحركات الأخرى، إلا أن هذا الالتزام بوحدة الوطن يبدو وكأنه يُستخدم ضدهم، مما يطرح تساؤلاً محيراً: **هل عدم مطالبة التركمان بأي شكل من أشكال الانفصال أو الحكم الذاتي هو السبب وراء تهميشهم في الخطاب السياسي؟**
مطالب التركمان: العدالة والمساواة للجميع
التركمان السوريون لا يسعون إلى امتيازات خاصة أو حقوق تمييزية، بل يطالبون بالمساواة والعدالة والاعتراف بمساهماتهم كجزء لا يتجزأ من الشعب السوري. خطاب المسؤولين السوريين يجب أن يكون شاملاً، يعكس احتراماً وتقديراً لجميع المكونات، دون استثناء أو انتقائية. فكما أن الأكراد والشركس والأرمن والعرب يضيفون تنوعاً وغنى للنسيج الوطني، فإن التركمان أيضاً جزء من هذا الجمال الذي يجب أن يُحتفى به.
رسالة التركمان السوريين
رسالتنا كتركمان واضحة: نحن أبناء هذا الوطن، ونحن جزء من تاريخه وحاضره ومستقبله. نطالب بالمساواة والعدالة، ونرفض التهميش أو التقليل من دورنا. الوحدة الوطنية الحقيقية تتحقق عندما يُعترف بجميع المكونات، وعندما يكون الخطاب الوطني شاملاً يعزز شعور الجميع بالانتماء.
على المسؤولين السوريين، وفي مقدمتهم وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني، أن يدركوا أن تجاهل مكونات وطنية مثل التركمان لا يخدم مشروع بناء سوريا الجديدة. بل على العكس، الاعتراف بجميع المكونات وتعزيز شراكتها في بناء الوطن هو السبيل الوحيد لتحقيق العدالة والاستقرار والوحدة الحقيقية.
كي لا يُنسى التركمان في سوريا هناك أسئلة مشروعة وإجابات واضحة
التركمان في سوريا لطالما كانوا رمزًا للوطنية والانتماء الحقيقي للوطن، لكن استمرار تهميشهم في الخطاب السياسي والإعلامي يثير أسئلة مشروعة حول مستقبل دورهم وتمثيلهم في سوريا الجديدة. أمام هذا الواقع، نتساءل:
- هل نطالب بتقسيم سوريا؟
الجواب واضح: *لا.* التركمان لم يكونوا يومًا دعاة تقسيم أو تفتيت للوطن. تاريخهم يثبت أنهم كانوا دائمًا حماة لوحدة الأراضي السورية وساعين للحفاظ على النسيج الوطني دون أي نزعات انفصالية.
- هل نطالب بإقامة حكم ذاتي تركماني؟
الإجابة هي: *لا.* التركمان لا يسعون إلى حكم ذاتي أو أي شكل من أشكال الانفصال. نحن نؤمن بوحدة سوريا كوطن لجميع مكوناتها، ونطالب فقط بمساواة حقيقية تحفظ حقوق الجميع دون استثناء.
- هل نطالب حماية الدول العظمى؟
مرة أخرى، *لا.* التركمان ليسوا بحاجة إلى وصاية خارجية، بل يحتاجون إلى اعتراف الدولة السورية بدورهم الوطني ومساهماتهم. الحلول يجب أن تكون وطنية لا مستوردة، تحترم سيادة سوريا وتضمن حقوق مكوناتها.
- هل نطالب بمنطقة عازلة للتركمان؟
*لا،* التركمان لا يسعون إلى عزل أنفسهم عن باقي الشعب السوري. مطالبهم تتركز على العيش في وطن يضمن العدالة والمساواة، دون الحاجة إلى عزل أو تمييز مناطقي أو جغرافي.
مطالب التركمان واضحة وبسيطة
التركمان لا يطالبون بأكثر من حقهم الطبيعي كمواطنين متساوين في دولة تجمع الجميع. مطالبهم تتمثل في:
- الاعتراف بدورهم الوطني ومساهماتهم في تاريخ سوريا.
- التمثيل العادل في مؤسسات الدولة والخطاب الرسمي.
- ضمان العدالة والمساواة لجميع المكونات دون استثناء.
- تعزيز الوحدة الوطنية على أساس الاحترام المتبادل والاعتراف بالتنوع.
رسالة التركمان: نحن هنا، أبناء هذا الوطن، لا نريد شيئًا سوى العدالة والاعتراف بدورنا، فالجميع شركاء في بناء سوريا الموحدة، الحرة، والعادلة.
الدكتور مختار فاتح بي ديلي
طبيب -ناشط سياسي تركماني