14229,41%0,33
42,80% 0,17
50,14% -0,07
5972,47% 0,30
9632,85% 0,24
معادلة قسد بين تفكيك الدولة السورية وتهديد الأمن الإقليمي
الدكتور مختار فاتح
تطرح العلاقة بين الحكومة السورية وميليشيا «قسد» واحدة من أخطر الإشكاليات السياسية والأمنية في المشهد السوري الراهن، ليس فقط على مستوى الداخل السوري، بل على مستوى الإقليم ككل، وفي مقدمته تركيا. فطبيعة المطالب المعلنة لقسد، وطبيعة الشروط التي تطرحها دمشق، تجعل أي تسوية بين الطرفين محكومة بمعادلة صفرية النتائج، لا تحتمل حلولًا وسط حقيقية
أولًا: قبول دمشق بمطالب قسد… بداية تفكيك الدولة
المطالب المعلنة لميليشيا قسد، مهما جرى تجميلها سياسيًا أو لغويًا، تقوم في جوهرها على
• تثبيت كيان عسكري–سياسي مستقل الأمر الواقع
• فرض صيغة حكم ذاتي واسع الصلاحيات
• الإبقاء على قوات مسلحة خارج سيطرة الدولة
• التحكم بالموارد الطبيعية خارج الإطار السيادي
أي قبول حكومي بهذه المطالب لا يعني مجرد تسوية سياسية، بل يشكّل سابقة خطيرة تُفضي عمليًا إلى
• كسر مبدأ وحدة السيادة
• فتح الباب أمام كيانات مماثلة في مناطق أخرى
• تحويل سوريا من دولة مركزية إلى جغرافيا نفوذ متنازعة
وبالتالي، فإن موافقة الحكومة السورية على هذه الشروط تمثل بداية تمزيق الجمهورية العربية السورية، حتى وإن جرى ذلك تحت مسميات اللامركزية أو الحل السياسي
ثانيًا: قبول قسد بشروط دمشق… بداية نهاية الميليشيا

في المقابل، فإن شروط الحكومة السورية واضحة من حيث المبدأ
• وحدة الأرض والسيادة
• حل التشكيلات العسكرية الخارجة عن الدولة
• عودة المؤسسات المركزية
• إنهاء أي ارتباطات خارجية مستقلة
قبول قسد بهذه الشروط لا يعني اندماجًا سلسًا، بل يعني فعليًا
• تفكيك بنيتها العسكرية المستقلة
• فقدان امتيازاتها السياسية والإدارية
• نهاية دورها كفاعل مستقل في المعادلة السورية
وهذا ما تدركه قيادة قسد جيدًا، لذلك فهي تناور سياسيًا وتراهن على عامل الوقت، وعلى الحماية الأمريكية، وعلى توازنات إقليمية متغيرة، بدل الذهاب إلى تسوية نهائية
ثالثًا: الصمت التركي… مخاطرة استراتيجية
تركيا، بحكم الجغرافيا والتركيبة السكانية والأمن القومي، ليست طرفًا محايدًا في هذه المعادلة
فاستمرار وجود كيان مسلح ذي ارتباطات أيديولوجية وتنظيمية مع حزب العمال الكردستاني على حدودها الجنوبية، يمثل تهديدًا مباشرًا لوحدة الأراضي التركية نفسها
وإذا طال الصمت التركي أو الاكتفاء بإدارة الأزمة دون حسم
• قد يتحول الواقع المؤقت إلى أمر دائم
• قد يُعاد إنتاج نموذج شمال سوريا ليُستخدم كورقة ضغط داخل تركيا
• وقد تجد أنقرة نفسها أمام واقع إقليمي مفروض يصعب تغييره لاحقًا
بمعنى آخر، فإن التراخي في مواجهة هذا المسار هو مقامرة بمستقبل الأمن القومي التركي، وليس مجرد ملف حدودي عابر
رابعًا: لماذا فشلت محاولة دمج قسد؟
فشل مسار دمج ميليشيا قسد ضمن مهلة الاتفاق لا يعود إلى خلل في الصيغة التقنية للاتفاق، ولا إلى قصر المدة الزمنية الممنوحة لتنفيذه، بل إلى غياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى قيادة قسد للاندماج أصلًا. ويمكن تلخيص أسباب هذا الفشل بثلاثة عوامل رئيسية
أولًا، إن موافقة مظلوم عبدي على الاتفاق جاءت نتيجة ضغط أمريكي مباشر، وليس نتيجة قناعة فعلية بمبدأ الاندماج ضمن مؤسسات الدولة السورية. وهو ما جعل الاتفاق بالنسبة لقيادة قسد خطوة تكتيكية لامتصاص الضغوط، لا خيارًا استراتيجيًا نهائيًا.
ثانيًا، راهنت قسد منذ لحظة توقيع الاتفاق على عدم استقرار حكومة الشرع، وافترضت أنها لن تتمكن من تجاوز تداعيات أحداث الساحل، ولن تحظى بقبول دولي واسع، ولن تنجح في مسار فك العزلة ورفع العقوبات. هذا الرهان دفعها إلى سياسة الانتظار والمماطلة بدل التنفيذ.
ثالثًا، أسهمت تطورات المشهد الإقليمي في تعزيز شعور قسد بالأمان، ولا سيما أزمة السويداء، والتدخل الإسرائيلي المتكرر، إضافة إلى مسار السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، ما خلق لدى قسد انطباعًا بأنها بمنأى عن أي عمل عسكري جاد ضدها في المدى المنظور.
بناءً على ذلك، فإن معضلة دمج قسد ليست مرتبطة بنص الاتفاق ولا بالمهلة الزمنية لتنفيذه، بل تكمن في حقيقة أن قسد راهنَت ولا تزال تراهن على كل الاحتمالات الممكنة، باستثناء الاندماج الحقيقي ضمن الدولة السورية.

خلاصة سياسية
نحن أمام معادلة واضحة
• قبول دمشق بمطالب قسد = تفكيك الدولة السورية
• قبول قسد بشروط دمشق = نهاية المشروع الميليشياوي
• استمرار الوضع الحالي = تهديد متصاعد لسوريا وتركيا معًا
ولا يمكن لأي طرف إقليمي أو دولي أن يستمر في إدارة هذا التناقض إلى ما لا نهاية. فالتاريخ السياسي للمنطقة يثبت أن الكيانات المسلحة الخارجة عن الدولة، مهما طال عمرها، تبقى مشاريع مؤقتة، بينما الدول، رغم ضعفها، تبقى الإطار الوحيد القابل للحياة
وفي هذا السياق، تبقى وحدة الجمهورية العربية السورية ليست شأنًا داخليًا فحسب، بل ركيزة أساسية لاستقرار الإقليم بأسره، وأي مساس بها سيفتح أبوابًا لا يمكن إغلاقها بسهولة
#AGSyeMaliyeden20Bin #Transfer #EngelliÖğretmenŞubatGörev #FenerbahçeBaşkanı #Savcının #Putin #Hayır #Rusya