9203,37%1,11
39,62% 0,16
45,68% 0,20
4296,95% 0,15
6933,62% 0,33
في كل أمة، يخرج من بين الناس رجل يشبههم في البساطة، لكنه يتجاوزهم في الإيمان بالقضية. رجل لا يبحث عن الشهرة، بل تُفرض عليه الزعامة حين تصمت الجموع ويعلو صوت الظلم. في سوريا، حين انطفأت الأضواء عن الكلمات، أضاءت البنادق طريق الكرامة، ووقف رجل من بلدة “مارع” اسمه عبد القادر الصالح، ليقول:
“الحرية لا تُوهب.. تُنتزع بالدم والصدق.”
لم يكن حج مارع جنرالًا من مدرسة عسكرية، ولا زعيمًا من حزب، بل كان تاجرًا بسيطًا يحمل في صدره قلبًا بحجم وطن، ورؤيةً أوسع من خريطة. عبد القادر الصالح لم يقاتل من أجل سلطة، بل من أجل أن يُولد أبناؤنا أحرارًا، ويعيش الناس بكرامة.
أن تكون تركمانيًا.. يعني أن تحيا بكرامة
في أصعب سنوات الثورة السورية وأكثرها تعقيدًا، خرج من بين الناس رجلٌ عادي لم يعرف القصور ولا خالط السياسيين. وُلد عبد القادر الصالح عام 1979. كرّس حياته لعائلته وشعبه. كان يملك محلًا لبيع المواد الغذائية والبقوليات في سوق مارع، يعيش من عرق جبينه. إلى جانب عمله، كان يهتم بالعلوم الشرعية، ويلقي المواعظ، ويحضر جلسات الذكر التي أحبها الناس من خلالها. كان متزوجًا وأبًا لخمسة أطفال، وكان يرى أن العائلة والإيمان وخدمة الناس، كلها جزء من طريق واحد.
من التاجر إلى القائد حيث عاش حج مارع حياة بسيطة، يعمل كتاجر ويكسب رزقه بكرامة. لكن القدر أراد له طريقًا آخر. لم يكن مجرد ربّ أسرة أو صاحب دكان، بل أصبح رمزًا للمقاومة في وجه الظلم. هذا الرجل هو عبد القادر الصالح، المعروف بين أهله ومحبيه باسم “حاجي مارع”.
ربما لم يكن عبد القادر يتحدث بالتركمانية، لكن قلبه كان شامخًا مثل جبال التركمان، ونفسه أصيلة كأناضول، وإيمانه راسخ كدمشق. لم يستمد هويته من دم أو عرق، بل من القيم التي حملها. كان رمزًا للأمل، ليس فقط للتركمان، بل لكل السوريين والمظلومين.
ربيع تفوح منه رائحة البارود
مع انطلاق الثورة السورية في مدينة درعا عام 2011، وامتدادها سريعًا إلى باقي المدن، أدرك عبد القادر أن زمن التجارة قد انتهى، وأن وقته قد حان للدفاع عن الحرية. حين كانت قوات النظام تطلق الرصاص على المتظاهرين السلميين، حمل هو ورفاقه السلاح، وأسّسوا أولى خلايا المقاومة المسلحة في مارع. لم تمضِ فترة طويلة حتى تأسست “لواء التوحيد”.
هذا اللواء ترك بصمته سريعًا في ريف حلب، فحقق انتصارات مهمة في مناطق مثل أعزاز، جرابلس، والراعي. لكن عبد القادر لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان روح الثورة. أنفق ماله على رفاقه، وكان دائمًا في مقدمة الصفوف، لا يرى القيادة منصبًا، بل مسؤولية.
وجه الثورة وأمل حلب
بين عامي 2012 و2014، أصبح لواء التوحيد القوة الأبرز في حلب. وكان عبد القادر يعرف المدينة وأهلها جيدًا، وهذا منحه ميزة استراتيجية. حاول جاهدًا أن يُقرّب بين فصائل الثورة المختلفة. لم يكن هدفه فقط إسقاط النظام، بل كان يحلم بسوريا جديدة، حرة، عادلة، تمثّل كل مكوناتها.
وكان يقول:
“سوريا ما بعد بشار، ستكون دولة لكل أبنائها.”
“إما الكرامة.. أو الشهادة”
خاف النظام من نفوذه وتأثيره، لأن سقوط حلب كان يعني اقتراب سقوط دمشق. فوضع على رأسه جائزة قدرها 200 مليون دولار. نجا من عدة محاولات اغتيال، وأصيب أكثر من مرة، لكنه لم يتراجع.
قال ذات مرة بعد نجاته من قصف:
“نحن لا نخاف من القنابل التي تلقى علينا من الطائرات، فلكل نفس أجلها.”
لكن في 14 نوفمبر 2013، استهدفت طائرات النظام مقر لواء التوحيد في حلب ببراميل متفجرة. كان القادة مجتمعين حينها. أُصيب عبد القادر بجروح خطيرة، وبعد يومين من المعاناة، ارتقى شهيدًا في 16 نوفمبر.
إرث لا يُنسى
لم يكن عبد القادر مجرد قائد في ساحة القتال. كان واحدًا من الناس، خرج من بيوتهم، وقاتل معهم، وضحّى لأجلهم. بعد استشهاده، لم تفقد الثورة قائدًا فحسب، بل فقدت آلاف القلوب ظلّها.
قال رفاقه:
“لم يكن قائدًا فقط، بل أخًا لنا. كان مثل الجبل الذي نحتمي به.”
أما الناس فقد ودّعوه بهذه الكلمات:
“شهيدنا رحل إلى الجنة،
بشار ابن القتل قتل شعبنا،
يا أمي، لا تحزني، لا راحة في هذه الدنيا،
إما أن نحيا بكرامة، أو نموت شهداء.”
ذكراه لم تذهب مع الريح، بل بقيت شاهدًا حيًا على صمود الضعفاء في وجه الطغيان.
ماذا قالوا عنه؟
رمضان كايان – كاتب في الفكر الإسلامي:
“إما أن نسير نحو الحرية، أو نموت بكرامة! هذا هو الصوت الذي خرج من بين صفوف الثورة، وقدم لنا مثالًا عظيمًا في شخص عبد القادر الصالح.”
محرم غونيش – من جرحى سفينة مرمرة:
“عبد القادر كان رمزًا للعقيدة الصافية والتواضع الحقيقي. ختم حياته بأعظم وسام.. الشهادة.”
تولاي جوكجمن – مخرجة:
“الأبطال لا يموتون، بل تبقى ذكراهم. عبد القادر كان صوت شعبه، ونَفَس حريتهم.”
دمت تزجان – كاتبة وناشطة:
“هو نشيد الحرية في زمن الظلم، عمرٌ ازداد بهاءً بالصمود والنضال.”
فاتح تزجان – كاتب صحفي:
“ذهبنا لنُجري معه مقابلة، فجلسنا 26 ساعة نحاور رجلاً أصبح حينها قائدًا لجيش من آلاف الرجال.”
عبد القادر الصالح حمل على عاتقه شهادة عصر، وترك لأهله سيرةً عطرة وذكرى مشرفة.
أمثاله لا يموتون حين يستشهدون، بل حين يُنسَون.
فلنتذكر دومًا كرامة الشعوب تحفظها ذاكرتها.
قد ترحل الأجساد، لكن الأثر لا يموت.
وقد تُغتال القامات، لكن الفكر لا يُدفن.
عبد القادر الصالح لم يكن مجرّد اسم في سجل الشهداء، بل كان روحًا تنبض في قلب الثورة، وضميرًا يذكّرنا بأن الكرامة لا تُباع، وأن من مات واقفًا، عاش في ذاكرة الشعوب إلى الأبد.
حج مارع كان رجل بحجم ثورة الحرية والكرامة القائد التركماني الذي قاتل النظام الطاغي ليحيا السوريون أحرارًا.!
نم قرير العين يا “حاجي مارع”،
فالأرض التي رواها دمك، ستنبت حرية،
والقضية التي عشت لها، ستنجب أجيالًا تكمّل الطريق.
لن ننساك.. لأن الكرامة لا تُنسى.
الدكتور مختار فاتح
#عبد_القادر_الصالح
#حاجي_مارع
#الشهيد_التركماني
#القائد_التركماني
#أبطال_التركمان
#تركمان_سوريا
#تركمان_الثورة
#رموز_الكرامة
#قصة_بطل
#سيرة_شهيد
#مارع_الثورة
#لواء_التوحيد
#الجيش_الحر
#شهداء_التركمان
#سوريا_لا_تموت
#لن_ننسى
#الثوار_لا_يموتون
#تركماني_بفخر
#على_خُطى_الشهداء
#تركني_ورفع_راسي
#التركمان_أهل_الميدان
#صوت_التركمان
#الكرامة_أقوى_من_الرصاص
#الحرية_دين_ودم
#شهيد_الأرض_والعرض