9311,88%-2,19
38,85% -0,32
44,87% -0,99
4344,50% 1,44
6989,75% 1,74
كشفت وسائل إعلام هندية أن الحكومة الهندية تستعد لتسليم نظام الدفاع الجوي المحلي “آكاش-1إس” إلى أرمينيا، في خطوة تعتبرها الأوساط السياسية والعسكرية بمثابة رسالة ردع غير مباشرة إلى تركيا وأذربيجان.
نظام “آكاش-1إس” هو منظومة دفاع جوي من نوع أرض-جو، قادرة على التصدي للطائرات الحربية والصواريخ الجوالة، ويُعد من منتجات الصناعات الدفاعية الهندية المتقدمة. ويأتي هذا التسليم ضمن سلسلة متنامية من صفقات التسليح بين الهند وأرمينيا.
رد غير مباشر على التحالف التركي الأذربيجاني
تأتي هذه الخطوة في ظل تنامي الشراكة الاستراتيجية بين تركيا وأذربيجان، خاصة في مجالات الدفاع والتعاون العسكري. وتُعد هذه الشراكة مصدر قلق للهند، التي تراقب بقلق الموقف التركي المتزايد الحضور في قضايا إقليمية تمس مصالح نيودلهي، وعلى رأسها قضية كشمير.
وقد اتخذت تركيا خلال السنوات الأخيرة مواقف داعمة لباكستان في ملف كشمير، لا سيما في المنابر الإسلامية والدولية، وهو ما اعتُبر في الهند بمثابة تحدٍّ مباشر للخطاب الهندي على الساحة الدولية.
إلا أن الهند، التي تدرك كلفة المواجهة المباشرة مع تركيا، اختارت اللجوء إلى جبهة غير مباشرة عبر تعزيز علاقتها الدفاعية مع أرمينيا، الخصم اللدود لتركيا وأذربيجان في جنوب القوقاز.
قدرات أرمينيا محدودة.. والمعادلة أكبر من صفقة سلاح
رغم محاولات الهند لإعادة التوازن في جنوب القوقاز، إلا أن المحللين يؤكدون أن أرمينيا تفتقر اليوم إلى القدرات العسكرية التي تؤهلها لتشكيل توازن حقيقي في الإقليم، خاصة بعد الهزائم التي تعرضت لها في حرب ناغورنو كاراباخ عام 2020.
في المقابل، باتت أذربيجان تملك قوة ردع حقيقية بفضل تحديث ترسانتها العسكرية، والتكامل العميق مع القدرات التركية، سواء من حيث التدريب أو التصنيع المشترك أو العمل الاستخباراتي.
وبالتالي، يرى الخبراء أن الهند تدرك محدودية هذه الصفقة من حيث الأثر العسكري، لكنها تسعى إلى تسجيل موقف سياسي وإرسال رسالة استراتيجية ضمن إطار تحالفاتها الآخذة في التشكل.
تركيا ليست وحدها: التحالف الثلاثي التركي الأذربيجاني الباكستاني
خطأ آخر في حسابات نيودلهي يتمثل في افتراض أن تركيا تتحرك منفردة. الواقع الميداني والسياسي يُظهر أن أنقرة تتحرك ضمن تحالف ثلاثي متماسك يجمعها مع كل من أذربيجان وباكستان.
وقد أظهرت التقارير أن جنوداً أتراكاً استشهدوا إلى جانب القوات الباكستانية في كشمير، في دلالة على عمق هذا التحالف، الذي لم يعد مقتصرًا على التنسيق الدبلوماسي، بل يشمل الميدان العسكري والاستخبارات العملياتية.
مشاريع الأمة لا تُوقفها صفقات سلاح
صحيح أن تسليح أرمينيا قد يمنح نيودلهي ورقة ضغط مؤقتة، لكنه لا يشكّل بديلاً عن مشروع حضاري شامل.
فما تواجهه الهند اليوم ليس مجرد تحالف عسكري، بل مشروع نهوض إقليمي تقوده أنقرة يمتد من القوقاز إلى الخليج، ويعتمد على أدوات شاملة من القوة الناعمة والخشنة، والاستثمار في التحالفات طويلة الأمد.
وبدون مشروع مماثل في الرؤية والامتداد، فإن الهند لن تكون قادرة على مواجهة التحولات الجيوسياسية الكبرى التي ترسمها أنقرة بالشراكة مع باكو وإسلام آباد.
الدكتور مختار فاتح
⸻
#نهضة_أمة
#الهند
#تركيا
#أذربيجان
#أرمينيا
#كشمير
#التحالف_الإسلامي
#جنوب_القوقاز
#مشاريع_النهضة