10358,46%0,26
40,15% 0,22
47,03% 0,08
4336,36% 1,24
6897,23% 0,94
في مشهد يعكس تحوّلاً لافتًا في الخطاب السياسي الغربي تجاه الأزمة السورية، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه الرئيس السوري أحمد الشرع، في أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى باريس منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011. وتأتي هذه الزيارة في سياق إقليمي متحرك، يتزامن مع ما بات يُعرف بـ"ما بعد الأسد"، وسط مؤشرات على إعادة ترتيب الأولويات الأوروبية إزاء الملف السوري، من زاويتَي الأمن والاستقرار
تصريحات الرئيس الشرع: خطاب إنساني وتحول سيادي
في خطابه الذي ألقاه من باريس، وجّه الرئيس أحمد الشرع شكره للشعب الفرنسي على احتضانه اللاجئين السوريين طيلة سنوات الحرب، مشددًا على أن اسم سوريا ارتبط لعقد من الزمن بالجوع والحصار والموت، نتيجة نظام استبدادي استخدم الطائفية كأداة للسيطرة. وأكد الشرع أن الشعب السوري رفض الخضوع للديكتاتورية، وبذل كل ما في وسعه للبقاء دون أن يتخلى عن إنسانيته
وأضاف الشرع أن حكومته تعمل على طيّ صفحة الاستبداد ومداواة الجراح من خلال مشروع وطني لإعادة الإعمار، قائم على مفاهيم العدالة والمساءلة، لافتًا إلى أن سلامة السوريين تمثل أولوية قصوى للقيادة الجديدة في دمشق. كما أشار إلى أن حكومته تخوض مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء مع إسرائيل لتهدئة الوضع على الحدود، كما ناقش مع ماكرون استمرار الهجمات الإسرائيلية والوضع المعقّد في جنوب لبنان
وفي مؤشر على انفتاح دولي متزايد، أوضح الشرع أنه ناقش مع الرئيس ماكرون مساهمة فرنسا في جهود إعادة الإعمار، مؤكدًا أن سوريا أظهرت جدّيتها كشريك فاعل في مكافحة تجارة المخدرات، خاصة "الكبتاغون"، وأنها تعاونت مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في إطار الالتزام بالمعايير الدولية
ماكرون: نهاية نظام وإعادة تقييم العلاقات
من جانبه، أقرّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الوضع الراهن في سوريا "ليس مثاليًا"، لكنه اعترف بأن الرئيس الشرع "وضع حدًا للنظام الذي ندّدنا به سابقًا"، في إشارة واضحة إلى نهاية عهد بشار الأسد. وصرّح ماكرون بأن إنتاج الكبتاغون تراجع بنسبة 80% منذ انهيار نظام الأسد، ما يعبّر عن تحقق أحد أهم الأهداف الأمنية لفرنسا والاتحاد الأوروبي
وأكد الرئيس الفرنسي التزام بلاده بمكافحة الإرهاب، وعلى رأسه تنظيم الدولة الإسلامية، إضافة إلى حزب الله اللبناني، موضحًا أن باريس ستواصل العمل خلال الأسابيع المقبلة على رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مع الاحتفاظ بتقييم شامل للوضع بعد ستة أشهر
وشدد ماكرون على أهمية الوقوف إلى جانب الشعب السوري، واصفًا العلاقات مع سوريا الجديدة بأنها "علاقات صداقة متينة"، مشيرًا إلى أن الرئيس الشرع "يواجه تحديات كبيرة"، تتطلب دعمًا دوليًا لا سيما في ملفات العدالة الانتقالية، إعادة الإعمار، ومحاربة الفساد
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد لقائه الرئيس السوري أحمد الشرع: بعد حرب دموية في سوريا أنا أرى قائداً موجوداً في مكانه
ما بين التحول الواقعي والانفتاح المشروط
تشير هذه التصريحات واللقاء بحد ذاته إلى تغير نوعي في الاستراتيجية الفرنسية والغربية تجاه سوريا، فبدلاً من سياسة العزل القصوى، باتت فرنسا تتبنى ما يمكن تسميته بـ"الاحتواء الإيجابي" للنظام الجديد. ويمكن قراءة هذا التحول في ضوء عدة معطيات
1. سقوط النظام السابق كنقطة انعطاف: يشير ماكرون إلى "نهاية النظام الذي نددنا به"، ما يعكس قناعة غربية بأن مرحلة بشار الأسد قد طويت، وأن بروز قيادة جديدة مثل أحمد الشرع يتيح إعادة صياغة العلاقات الدولية مع سوريا على أسس جديدة، تتجاوز منطق المحاور الطائفية إلى منطق الدولة الوطنية
2. الرهانات الأمنية الأوروبية: يؤكد الحديث عن تراجع إنتاج الكبتاغون بنسبة 80% على أن أوروبا تعيد ضبط أولوياتها الأمنية، وتدرك أهمية التعاون مع دمشق الجديدة في مكافحة التهريب والمخدرات، إضافة إلى الإرهاب العابر للحدود
3. التحول من العقوبات إلى الدعم المشروط: تَحدُّث ماكرون عن رفع العقوبات تدريجيًا يدل على أن العقوبات باتت أداة تفاوضية لا عقابية بحتة، وأن باريس تبحث عن شراكة في ملفات إعادة الإعمار مقابل ضمانات سياسية وقضائية
4. الملف الإسرائيلي وحزب الله: تلميحات الشرع إلى وجود مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل تشير إلى نضوج جديد في السياسة السورية الخارجية، وتسعى باريس على ما يبدو لدفع دمشق إلى تبني مقاربات أكثر عقلانية في إدارة الحدود الجنوبية، بالتنسيق مع القوى الدولية
5. المساءلة والعدالة كمدخل للشرعية: تكرار الشرع الحديث عن العدالة والمساءلة في عدة محطات خلال خطابه يهدف إلى إرسال تطمينات للمجتمع الدولي بأن النظام الجديد يسعى لاكتساب شرعية مختلفة، قائمة على التوافق الوطني لا على القوة الأمنية
سوريا إلى أين؟
إن لقاء الشرع – ماكرون لا يمكن اختزاله في مجرد زيارة بروتوكولية، بل هو تمهيد لمرحلة جديدة في العلاقات السورية – الغربية، يكون فيها الشرط الأساسي هو الانتقال نحو دولة ما بعد الاستبداد، واستيعاب دروس الحرب الأهلية. كما أنه يعكس اعترافًا غير معلن بأن مسار الثورة السورية، رغم مآسيه، قد أفضى إلى نتيجة سياسية مفصلية، تفتح الباب أمام إعادة بناء الدولة السورية على أسس مختلفة
الدكتور مختار فاتح بي ديلي
#Suriye Türkmenleri #Suriye Türkmen Cephesi #Pakistan #Hindistan #Savaş #Keşmir #J-10C #Rafale #Hint #Beyazıt Meydanı #DefolGitAli #Çozümün Adi Devlet #İnter PSG #Hayırlı #Ahmet'inMasumiyetiKorunsun #EşrefRüya #Arsenal #Arteta #Powel #YineGözaltı #YineGençler #Saka #Donnarumma #Merkwz Baknası #Aday #Aziz Yıldırım #Arif #Osman Gökçek #Google