Haberi Sesli Oku

سوريا وأذربيجان .. بين الماضي المتجذر والمستقبل المحتمل

سوريا وأذربيجان .. بين الماضي المتجذر والمستقبل المحتمل

في تاريخ العلاقات الدولية، قلما تجتمع الرمزية الروحية بالاعتبارات الجيوسياسية كما اجتمعت في العلاقة المركبة بين أذربيجان وسوريا.

فعلى ضفاف التاريخ، تقف شخصية عماد الدين النسيمي رمزًا للتراث المشترك بين الشعبين، بينما على مسرح السياسة تبرز التوترات التي رافقت موقف النظام السوري من حرب ناغورنو قره باغ. هذه العلاقة التي تشوبها المتناقضات، تتجدد اليوم عبر تصريحات الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الذي دعا فيها دمشق لعدم تكرار خطايا الديكتاتور حافظ الاسد ومن ثم المجرم بشار الاسد

في أبريل 2025، أطلق الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف تصريحًا لافتًا أثار اهتمام المراقبين الإقليميين، حيث عبّر عن أمل بلاده في أن تتبنى الحكومة السورية الجديدة موقفًا متوازنًا، لا يكون مواليًا للأرمن كما كان عليه الحال في عهد نظام الأسد. وأضاف: “نأمل ألا تمنح الحكومة السورية مجالاً لمثل هؤلاء المنافقين من جديد. نحن نؤيد حكومة سوريا”

تصريح علييف لم يكن معزولًا عن السياق، بل جاء في خضم مراجعة شاملة للسياسة الخارجية الأذربيجانية بعد الانتصار في حرب قره باغ الثانية، وفي ظل سعي باكو إلى تعزيز علاقاتها في العالمين العربي والإسلامي، خاصة مع دول المشرق التي تجاهلتها طويلاً أو تبنّت مواقف أقرب إلى العداء من الدعم خاصة في فترة احتلال الأرمني للأراضي الأذربيجانية في قره باغ

لكن قبل التطرق إلى أفق العلاقات المستقبلية، لا بد من مراجعة الخلفية التاريخية والإنسانية التي جمعت الشعبين، السوري والأذربيجاني، على مدى قرون، رغم اختلاف الجغرافيا والمسافات

الروابط الثقافية والروحية العميقة

رغم أن العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وأذربيجان لم تكن دائمًا في أوجها، إلا أن الصلات  الثقافية والدينية والإنسانية بين الشعبين تعود إلى قرون سابقة. ويبرز في هذا السياق ضريح الشاعر والفيلسوف الصوفي "عماد الدين النسيمي"، أحد أبرز أعلام الفكر الصوفي في العالم التركي والإسلامي، والذي يقع في مدينة حلب شمال سوريا

وُلد عماد الدين النسيمي (1369م – 1417م) في مدينة شماخي الأذربيجانية ، وانتقل لاحقًا إلى حلب، حيث اعتُبر أحد أبرز شعراء الصوفية. وُصف بأنه "شهيد الفكر"، إذ قُتل بسبب آرائه الفلسفية الجريئة، ودُفن في مدينة حلب، التي احتضنت ضريحه كأحد أبرز المعالم الصوفية في المدينة

النسيمي، بحسب الباحثة آن ماري شيمل في كتابها الأبعاد الصوفية في الإسلام، شكّل حلقة فكرية بين العالمين التركي والعربي، وكان فكره يدعو إلى تجاوز القوميات عبر وحدة الوجود والإنسان، وهو ما جعل من ضريحه رمزًا حقيقيًا لعلاقة تتجاوز الحدود السياسية

ولطالما اعتبر الأذربيجانيون أن وجود ضريح أحد أعلامهم في سوريا دليل على عمق الانتماء الثقافي الممتد، وهو ما يجب أن يُستثمر اليوم في تعزيز العلاقات، لا تجاهلها

تاريخيًا، تعرّضت المناطق الشمالية من سوريا، خاصة حلب وريفها، ومنطقة الجولان قبل احتلالها، لتدفقات بشرية من التركمان، بعضهم من أصول أذربيجانية، قادمين من القوقاز في فترات الحروب الروسية – العثمانية في القرنين 18 و19

بحسب دراسة الباحث السوري محمد جمال باروت (التركمان في سوريا: دراسة ديموغرافية – مركز الدراسات الاستراتيجية، دمشق، 2007)، فإن هذه الجماعات استقرت في بيئات متجانسة، واحتفظت بلهجتها وتقاليدها، وشاركت في الحياة السياسية السورية.لم تكن هذه المجتمعات مجرد مهاجرين، بل مثلت حلقة تواصل ثقافي وتاريخي بين بلاد الشام وأذربيجان

هؤلاء الأتراك الأذربيجانيون كانوا عبر عقود بمثابة جسر ثقافي وبشري غير رسمي بين سوريا وأذربيجان، وهو دور مرشح لأن يتعاظم مستقبلًا، خاصة في حال تحسنت العلاقات بين البلدين

النظام السوري السابق وأذربيجان: دعم لأرمينيا في الخفاء

منذ تسعينيات القرن العشرين، ومع استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي، دخلت باكو في صراع مفتوح مع أرمينيا على إقليم ناغورنو قره باغ، وهي معركة قومية ودينية حادة، شاركت فيها دول عديدة بشكل غير مباشر

لكن المفاجئ – بالنسبة للأذربيجانيين– أن النظام السوري، بقيادة حافظ الأسد، ثم بشار الأسد لاحقًا، قد اتخذ موقفًا داعمًا لأرمينيا غير محدود ، لم يكن مجرد حياد، بل تعداه إلى دعم عسكري ولوجستي، بحسب تقارير متقاطعة في تسعينيات القرن الماضي

وقد أشارت مصادر مختلفة إلى وجود شحنات أسلحة أُرسلت من سوريا إلى أرمينيا، فضلًا عن وجود تنسيق أمني بين البلدين، عززته العلاقات السورية – الإيرانية، نظرًا إلى أن إيران كانت تميل بدورها لدعم يريفان على حساب باكو في تلك المرحلة

أذربيجان اعتبرت ذلك الموقف خيانة للتضامن الإسلامي، خاصة في ظل كونها دولة ذات غالبية مسلمة، تواجه احتلالًا لأراضيها، وبدلًا من الدعم أو الحياد، تلقت خناجر الطعن من نظام عربي كان من المفترض أن يكون صديقًا، أو على الأقل غير معادٍ

آفاق المستقبل: صفحة جديدة ممكنة؟

باكو، أعلنت استعدادها الكامل لدعم سوريا في سبيل أن تصبح قوة فاعلة على الساحة الدولية، مؤكدةً رغبتها في تعزيز العلاقات الثنائية مع دمشق. وجاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم السبت، بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في العاصمة باكو.وأكد وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف، خلال مؤتمر صحفي، أن الدبلوماسية التركية والأذربيجانية مستعدة لتقديم الدعم الكامل للإدارة الجديدة في دمشق بهدف تمكين سوريا من أن تكون طرفًا فاعلًا في النظام الدولي.وأوضح أن أذربيجان تنظر إلى سوريا كدولة حليفة، ومستعدة لتقديم الدعم اللازم للشعب السوري في مختلف المجالات.نائب وزير الخارجية الأذربيجاني، يالتشين رفيعيف، أعلن مطلع كانون ثاني/يناير الحالي، عن قرار بلاده بإعادة افتتاح سفارتها في دمشق، بعد انقطاع دام 12 عاماً، مؤكداً تطلع أذربيجان إلى بناء مرحلة جديدة من العلاقات مع سوريا.وكان رفيعيف قد زار دمشق في 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيث التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وناقش معه سبل تعزيز التعاون بين البلدين

تصريح علييف الأخير قد يكون فاتحة لمسار جديد في العلاقات الثنائية، خاصة وأن باكو باتت اليوم تملك أوراق قوة سياسية واقتصادية بعد انتصارها في حرب قره باغ 2020

اليوم، وبعد المتغيرات العميقة التي طرأت على سوريا والمنطقة، ترى أذربيجان أن هناك فرصة حقيقية لإعادة بناء العلاقات مع دمشق، شرط أن تنأى الأخيرة بنفسها عن السياسات السابقة، خصوصًا تلك التي دعمت أرمينيا على حساب الحق الأذربيجاني

تؤمن باكو بأن التاريخ والثقافة والجغرافيا يمكن أن تُوظّف لتأسيس مرحلة جديدة من العلاقات، خاصة في ظل تنامي الدور التركي في سوريا، الذي يتقاطع استراتيجيًا مع مصالح أذربيجان وتنامي علاقاتها مع قطر وبعض الدول العربية.. كذلك فإن وجود التركمان في سوريا ذات أصول أذربيجانية يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا لتطوير هذا التفاهم الإقليمي

ولعل دعم علييف الصريح لسوريا اليوم، رغم تحفظاته على الماضي، يُعد إشارة إيجابية إلى أن باب التواصل ما زال مفتوحًا، وأن أذربيجان لا تريد القطيعة، بل تحاول طي صفحة الماضي، إن وجدت إرادة مماثلة من الطرف الآخر

العلاقات السورية – الأذربيجانية تشبه جسورًا مهدها التاريخ، وثقّفها التصوف، ومرّضتها السياسة، لكنها قابلة للترميم. بين ضريح النسيمي في حلب إلى دموع الأذربيجانيين في قره باغ، ومن الحارات التركمانية في حلب والجولان إلى ساحات السياسة الدولية، تمتد علاقة سوريا وأذربيجان في مفارقة لافتة بين القرب الثقافي والبعد السياسي. اليوم، يبدو أن الفرصة متاحة لإعادة تعريف هذه العلاقة على أسس من التاريخ المشترك والمصلحة المستقبلية، إن توافرت الإرادة لدى الطرفين

 

المراجع

1. Anne-Marie Schimmel, *Mystical Dimensions of Islam*, University of North Carolina Press, 1975.  
2. محمد جمال باروت، *التركمان في سوريا: دراسة ديموغرافية واجتماعية*، مركز الدراسات الاستراتيجية، دمشق، 2007.  
3. Foreign Policy Magazine, *The New Caucasus Axis*, Issue 108, Fall 1997.  
4. معهد البحوث القوقازية، تقرير "التدخلات الخارجية في صراع قره باغ"، باكو، 2005.  
5. وكالة ترند الأذرية الرسمية، تصريحات الرئيس إلهام علييف، أبريل 2025.

#سوريا
#أذربيجان
#الهام_علييف
#احمد_الشرع

 

 

 

 

#Suriye #Suriye Türkmen Cephesi # Dr Muhtar Beydili 

#Çin #EkonomikSavaş #ABD #DonaldTrump #İsrail #AhmetMinguzziEmsalOlsun #IklimTasmasınaHayır #Recep Tayyip Erdoğan #EşrefRüya #Sahipsizler #DiniKonferansa Engel #Mahir Polat #HasretÇiftçiye AcilTahliye #Desire Doue #Dortmund Barcelano #Barça #Aston Villa #İsmet Paşa #Azerbaycan #Hakan Fidan #Cumhurbaşkanı Erdoğan #Trump Çin #İphone #StajÇırakÜlkeyiGüçlüKılacak #Yunus #Netanyahu #İklimTasmasınaHayır #MerkeziTayinUnvYe



Haber Editörü

Dr. Muhtar Fatih Beydili

mukhtarfatih@hotmail.com

Odessa limanında bir Türk kargo gemisi füze saldırısına uğradı

Güney Azerbaycan’dan 183 yazarın Azerbaycan Yazarlar Birliyi'ne itirazı: “O, bizim temsilcimiz olamaz!”

RUM’UN DÖNÜŞÜ

İran'da şiddet ve İzolasyon İddiaları: Güney Azerbaycanlı Aktivistlerin Dosyasında Yeni Skandal

NATO vs Rusiya: Savaş kapıda

Hakan Fidan - "Trump emir verdi, F-35 uçağı..."

Bakü Uluslararası Bilimsel Konferansı - “Uluslararası Barış ve İşbirliği Bağlamında Geri Dönüş Hakkı”

Başın sağ olsun Türkiye!

Evin Cezaevi Önünde Gerilim: Güney Azerbaycanlı Aktivistler Gözaltına Alındı

Evin’de Açlık ve Adalet: Güney Azerbaycanlı Siyasi Tutukluların Direnişi Üçüncü Haftasında

Patriot Center: Rus işe alım görevlileri, işe aldıkları kişileri nasıl soyuyor?

Avrupa henüz Ukrayna'yı kabul etmeye hazır değil

Muhsin Rızai - "İran'ı bölmek istediler..."

Driscoll, Ukrayna için "kaçınılmaz yenilgi" öngördü

Ankara, Washington, Londra ve Paris Ukrayna konusunda grup oluşturacak.

"En verimli ve anlamlı toplantı" – Rubio

CAIR, Teksas valisine terörizm iddiaları nedeniyle dava açtı

Başbakan Yardımcısı: Kırgızistan Rus dünyasının bir parçasıdır. Kırgızlar Rusça düşünür

Paşinyan: Karabağ Ermenistan için bir tasmaydı

Türkiye Dışişleri Bakanı Ankara, Irak'taki PKK faaliyetlerinin sona ermesini bekliyor

İran, İşgal Altındaki Güney Azerbaycan’da Urmiye Gölü’nü Kasten Kurutuyor

Antalya’da Dünya Azerbaycanlılarının Tarihi Birliği

Suriye'de Müslüman yönetimine karşı isyan edenler kimlerdir? - Tural Irfan yazıyor

Talat Paşa’yı Saygıyla Anıyoruz

Tenzile Rüstemhanlı, İlber Ortaylı ile Görüştü Milletvekili Tenzile Rüstemhanlı,

Antik Roma'nın kurucuları olan Latinler, devlet kurma bilgisinin hemen tamamını, alfabeyi (ki biz onu Latince olarak biliyoruz), kültürü, bilimi, ekonomik yönetimi vb. Etrüsklerden almışlardır.

Yekaterinburg'da Azerbaycanlı bir öğretmene iftira atılmaya çalışıldı

Hayvanat Bahçesinde

Milli Eğitim Bakanı Tekin’den İngilizce eğitimine eleştiri: “Gramer ezberiyle dil öğrenilmez”

Minik Öğrencilerden Yerel Yönetime Anlamlı Ziyaret

Yuri Romanov'un "Ben Savaşı Çekiyorum... Hayatta Kalma Okulu" Kitabı Türkçeye Kazandırıldı

Demir Kırat: Rumeli’de Son Nöbet – Osmanlı’nın Balkanlardaki Son Direnişi

Haluk Bayraktar: Pakistan’a Düşman Olan Hindistan’a İHA Satmayız

Cumhurbaşkanı Erdoğan: Barış Uzakta Değil, Onu Görüyoruz

Kocaeli’de Örnek Davranış: Bulduğu 60 Bin Doları Sahibine Teslim Etti

İsrail Maariv: Türkiye’nin TAYFUN Balistik Füzesi İsrail İçin Büyük Tehdit

Haydar Aliyev, vefatının 22’nci yılında Bornova’da da etkinlikle anıldı

Patriot Center: Rus işe alım görevlileri, işe aldıkları kişileri nasıl soyuyor?

Avrupa henüz Ukrayna'yı kabul etmeye hazır değil

Trump, Zelensky'ye saldırı izni mi verdi?

Odessa limanında bir Türk kargo gemisi füze saldırısına uğradı

SON DAKİKA | Güllü’nün kızı Tuğyan Ülkem tutuklandı

Haydar Aliyev, vefatının 22’nci yılında İzmir’de törenle anıldı

Eurovision’da Şok Karar: 2024 Birincisi İsviçreli Nemo Ödülünü Geri Veriyor

Der Spiegel’den Çarpıcı Kapak: “İki Kötü Adam, Tek Hedef”

TCMB’den Sürpriz Adım: Politika Faizi 150 Baz Puan İndirildi

TİKA Başkanı Abdullah Eren’den Stratejik Kamu Diplomasisi Ziyareti

Balıkesir Sındırgı’da 4.9 Büyüklüğünde Deprem

Türkiye Acı Haberle Uyandı

Fenerbahçe Opet’ten İtalyan Takımı Tarihi Fark: 48 sayı!

BAĞDAT’TA “EBRU” BULUŞMASI: TİKA, TÜRK KÜLTÜRÜNÜ IRAK’TA YAŞATIYOR

ABD NATO’dan ayrılıyor mu? Ayrılık tasarısı Kongre’ye sunuldu

Hakan Fidan’dan YPG mesajı: “Hiçbir ülkede iki silahlı unsur olmaz”

Savcılık, Güllü’nün Kızına İlk Defa Bu İfadeyi Kullandı: "Kasten Adam Öldürme"

Zengezur Özgürlük Harekatı Başsağlığı Mesajı Yayınladı

Avustralya’dan 16 Yaş Altına Sosyal Medya Yasağı Getirildi; Darısı Başımıza

Polisimizin Şehit Olduğu Operasyon Sonrası Aynı Aileden 5 Kişi Gözaltına Alındı

Libya: Başka Ülkelerinin İradesiyle Hareket Eden Yunanistan; Türkiye ile Ne Yapacağımızı Dikte Edemez!

ABD, Gazze’de Türk askerini istiyor; İsrail engelliyor

Yunanistan: "Türkiye'ye Saldırırsak Taş Devrine Döneriz!"

İsrail, dünyada en fazla gazeteci öldüren ülke oldu

Bir Avrupa ülkesi daha salgın ilan etti: Hızla yayılıyor

Yükleniyor