14155,46%0,76
42,69% 0,23
50,15% 0,06
5897,70% 0,71
9533,17% 2,62
بعد سقوط الطاغي بشار الاسد كانت أذربيجان من اوائل الدول الصديقة التي أرسلت 200 طن قافلة المساعدات انطلقت من باكو نحو دمشق بحسب متحدث وزارة الخارجية الأذربيجانية آيهان حاجي زاده لصالح الشعب السوري
وذكر حاجي زاده أنه سيتم توزيع المساعدات على المحتاجين عبر رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) التابعة لوزارة الداخلية التركية
وكان قد أشار نائب وزير الخارجية الأذربيجاني يالتشين رفيعيف الذي التقى مع وزير الخارجية بالإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني في دمشق، وناقشا مسألة إعادة فتح السفارة الأذربيجانية في دمشق بعد 12 عاما
وأضاف حاجي زادة: “أذربيجان عازمة على دعم سوريا في تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار. ويتم تنفيذ هذه القضايا بالتنسيق مع تركيا، وستستمر مساعداتنا الإنسانية لسوريا”
في هذا السياق، صرح المحلل السياسي الأذربيجاني، علي موسى إبراهيموف، لموقع غلوبال إنفوا الأذربيجانية بأن الحرب الأهلية الطويلة في سوريا كانت دائمًا موضع اهتمام أذربيجان، مشيرًا إلى أن بلاده لطالما تابعت الأوضاع الإنسانية الصعبة في سوريا عن كثب، لا سيما ما يتعلق بوضع التركمان السوريين، الذين يشكلون مكونًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي السوري
دعم أذربيجان للشعب السوري والتركمان
أكد إبراهيموف أن أذربيجان، جنبًا إلى جنب مع تركيا، قدمت الدعم للتركمان السوريين الذين لجأوا إلى تركيا هربًا من النزاع، وساهمت في تسليط الضوء على معاناتهم عبر العديد من المؤتمرات والندوات الدولية. وأضاف أن الإطاحة الأخيرة بنظام بشار الأسد الاستبدادي أعادت الأمل في بناء دولة ديمقراطية ومدنية في سوريا، وهو هدف كانت أذربيجان، إلى جانب تركيا، تسعى لتحقيقه من خلال دعمها لاستقرار البلاد وحرية شعبها
تعزيز العلاقات الأذربيجانية - السورية
وأوضح إبراهيموف أن تعزيز التعاون بين أذربيجان وسوريا سيكون له تأثير إيجابي على أوضاع الشعب السوري عامة، وعلى التركمان السوريين بشكل خاص. وأضاف
"لم تعد أذربيجان وطنًا للأذربيجانيين داخل حدودها فحسب، بل باتت تمثل موطنًا روحيًا وثقافيًا للأتراك التركمان المقيمين في سوريا، والعراق، ولبنان، وفلسطين وحتى أفغانستان. ومن هنا، فإن استقرار سوريا يشكل فرصة مهمة لأذربيجان لتعزيز الروابط مع أبناء شعبها هناك."
أشار إلى أن زيارة أحمد الشرع إلى باكو من شأنها أن تفتح آفاقًا جديدة أمام التركمان السوريين، سواء من حيث تعزيز ارتباطهم بوطنهم الأم، أو تسهيل حصولهم على التعليم في أذربيجان، الأمر الذي سيسهم في تطوير مهاراتهم وإعادة بناء مجتمعاتهم
دلالات الزيارة سياسيًا واستراتيجيًا
وفقًا لإبراهيموف، فإن زيارة الرئيس السوري إلى أذربيجان قد تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية واستراتيجية مهمة، في ظل التطورات الجيوسياسية الراهنة. ومن بين أبرز النتائج المحتملة لهذه الزيارة
. تعزيز العلاقات الثنائية: رغم أن العلاقات الأذربيجانية-السورية لم تكن قوية في الماضي، فإن هذه الزيارة يمكن أن تمثل نقطة تحول، خاصة في ظل بدء عملية إعادة إعمار سوريا بعد الحرب.
. إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية: باعتبار أن أذربيجان تحتفظ بعلاقات وثيقة مع تركيا، فإن التعامل مع الحكومة الانتقالية السورية قد يسهم في إعادة رسم المشهد الدبلوماسي في المنطقة.
. التعاون في إعادة الإعمار: تتمتع أذربيجان بخبرة كبيرة في إعادة الإعمار بعد النزاعات، كما يظهر في كاراباخ، ما قد يجعلها شريكًا محتملًا في جهود إعادة بناء سوريا.
. تعزيز التعاون الاقتصادي: رغم أن سوريا ليست شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا لأذربيجان، فإن هناك فرصًا للاستثمار في مجالات البنية التحتية، والزراعة، والتجارة.
. انعكاسات على العلاقة مع إيران: نظرًا لدعم إيران السابق لنظام الأسد، فإنها قد تراقب هذه الزيارة عن كثب، خاصة إذا كانت مؤشرًا على تحول في التحالفات الجيوسياسية.
. الموقف التركي: تركيا كانت الداعم الرئيسي للمعارضة السورية، وإذا تمت هذه الزيارة، فمن المحتمل أن تنسجم مع المصالح التركية في سوريا، خاصة إذا كان الهدف منها تعزيز الاستقرار.
. دور الدول الناطقة بالتركية: قد يشجع التعاون بين أذربيجان وسوريا دولًا مثل كازاخستان، أوزبكستان، تركمانستان، وقرغيزستان على تعزيز علاقاتها مع سوريا الجديدة.
. التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب: يمكن أن تتعاون أذربيجان وسوريا في تبادل المعلومات الأمنية، ومكافحة الجماعات المتطرفة التي تهدد الأمن الإقليمي.
زيارة مفصلية في المشهد الإقليمي
يعتقد إبراهيموف أن زيارة أحمد الشرع إلى أذربيجان يمكن أن تحمل رمزية سياسية كبيرة، فضلًا عن انعكاساتها الاقتصادية والاستراتيجية. إلا أن نجاحها يعتمد على مدى استعداد الحكومة الانتقالية السورية لتطوير علاقاتها الخارجية، ورغبة أذربيجان في لعب دور نشط في المنطقة، إلى جانب المواقف الإقليمية للدول الفاعلة مثل تركيا، إيران، وروسيا.
في حال قبول الرئيس السوري أحمد الشرع زيارة إلى أذربيجان سيحمل أبعادًا سياسية واقتصادية واستراتيجية يمكن تفكيكها على عدة مستويات
. البعد السياسي
الزيارة تعكس انفتاح الحكومة الانتقالية السورية على تعزيز علاقاتها الخارجية، وهو تحول مهم في السياسة السورية بعد سنوات من العزلة الدبلوماسية.
تشير إلى اهتمام أذربيجان بلعب دور أكثر نشاطًا في الشرق الأوسط، خاصة بعد تعزيز نفوذها في القوقاز إثر انتصارها في كاراباخ.
يمكن أن تؤثر مواقف القوى الإقليمية، مثل تركيا، إيران، وروسيا، على طبيعة هذه العلاقة، حيث تمتلك كل من هذه الدول مصالح استراتيجية في سوريا.
. البعد الاقتصادي
أذربيجان، بصفتها دولة غنية بالموارد، قد تسعى إلى توسيع استثماراتها في سوريا، خاصة في مجال الطاقة، إعادة الإعمار، والبنية التحتية.
سوريا، التي تعاني من تحديات اقتصادية، قد ترى في هذه العلاقة فرصة لتعزيز تجارتها الخارجية وجذب الاستثمارات.
التعاون في مجالات مثل نقل الطاقة والتجارة قد يكون مطروحًا، خاصة إذا كان هناك دعم تركي لهذا التقارب.
. البعد الاستراتيجي
الزيارة قد تمثل خطوة نحو تحالفات جديدة تعيد تشكيل التوازنات الإقليمية، خصوصًا إذا تطورت العلاقات إلى شراكة استراتيجية طويلة الأمد.
تركيا، الحليف الوثيق لأذربيجان، قد تكون داعمًا لهذا التقارب، خاصة في ظل جهودها لتعزيز نفوذها في سوريا.
إيران وروسيا قد تراقبان هذه العلاقة بحذر، حيث تمتلك كل منهما أجندتها الخاصة في سوريا، وقد تنظران إلى التقارب الأذربيجاني-السوري من زاوية التنافس الإقليمي.
التحديات المحتملة
مدى استعداد الحكومة الانتقالية السورية للالتزام بعلاقات متينة مع باكو وسط التوازنات المعقدة مع الحلفاء التقليديين مثل إيران وروسيا.
قدرة أذربيجان على المناورة بين مختلف الفاعلين الإقليميين، خاصة في ظل حساسيات العلاقة مع إيران التي ترفض أي نفوذ أذربيجاني في سوريا.
استجابة الدول العربية، خصوصًا السعودية والإمارات، التي تسعى أيضًا لتعزيز نفوذها في سوريا.
في ظل هذه التطورات، قد تكون هذه الزيارة نقطة انطلاق لتحالفات جديدة، تعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في المنطقة، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين أذربيجان وسوريا في مرحلة ما بعد الحرب لكن نجاحها يعتمد على مدى توافق المصالح الإقليمية والدولية
الدكتور مختار فاتح بي ديلي